تشكّل تلبية حاجيات السوق الوطنية بالمواد ذات الجودة ثم التمركز بالسوق الدولية، أهم أهداف الصناعيين المشاركين في المعرض الدولي للأغذية والتغليف "أغروباك إكسبو" المنظم منذ الاثنين الماضي بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" (العاصمة).
في هذا السياق, سجّل عبد العزيز أوشريف, الرئيس المدير العام لدار لاتينا (مجمع متخصص في تحويل وصناعة المواد الغذائية) ارتياحه لأنّ "كل منتجات الصناعات الغذائية التي تستهلكها الأسر، يتمّ إنتاجها في الجزائر".
واعتبر المتحدث أنّ قرار السلطات العمومية بمنع استيراد أي مواد أولية أو سلع منتجة محليًا، "حفّز المنتجين المحليين على الاستثمار أكثر لضمان تموين السوق المحلية"، مضيفًا أنّ "الأمر يتعلق بنوع من الحماية للمنتوج الوطني من المستوردين الذين أغرقوا السوق على حساب المستثمرين الحقيقيين".
وشرع مجمع "لاتينا" المتمركز بمدينة شلغوم العيد، منذ 20 سنة في تحويل وانتاج مجموعة واسعة من المنتجات منها معجون الطماطم بإنتاج 1300 طن يوميًا، والمربى المصنوع من الفواكه المختلفة (المشمش والتفاح والتين والفراولة) بـ 150 طن يوميًا وعصائر الفواكه المركزة إضافة إلى بعض التوابل.
وفضلاً عن تعزيز الأمن الغذائي, اعتبر أوشريف أنّ فرع تحويل الصناعات الغذائية يكتسي أهمية اقتصادية كبيرة، لأنه يعتمد على المنتجات الزراعية الجزائرية الطازجة بنسبة 100بالمئة، حيث قال: "هذه الوفرة في المحصول تمنعنا من اللجوء إلى استيراد المواد الأولية".
وبخصوص استراتيجية مجمعه، أوضح المتحدث أنّها "تعتمد على تلبية حاجيات السوق المتزايدة. غير أنّ المجمع يعتزم الاستثمار في توسيع مصنعه قصد تحقيق فائض بهدف التصدير نحو القارة الافريقية" المتعطشة للمنتوجات الجزائرية، مضيفًا: "نرغب في التوجه نحو ليبيا وموريتانيا والسينغال ومالي"، ويتعلق الأمر بهدف مشترك مع مؤسسة تروبيكال فود المتخصصة في تحويل وحفظ الفواكه والخضر.
وتتوفر مؤسسة "تروبيكال" الكائن مقرها بمدينة وهران (المنطقة الصناعية حاسي عامر)، على شبكة توزيع تغطي 58 ولاية، وتتخصص الشركة في حفظ سمك التونة والسردين بطاقة 25 طن يوميًا، فيما تطمح المؤسسة في تصدير منتوجها نحو إفريقيا وبعض البلدان الأوروبية، وتتأسف المؤسسة لنقص الموارد السمكية، مُعربة عن أملها في تطوير الوسائل اللوجستية من أجل رفع الانتاج وتقديم قيمة مضافة عالية.
وفي قطاع التعبئة والتغليف, يعتزم فرع "باج أومبالاج" التابعة للشركة القابضة جيتكس تصدير منتجاتها، في هذا الشأن, صرح فاتح عمروش المسؤول بهذا المصنع الموجود في مدينة بجاية: "قد تكون إفريقيا وجهتنا الأولى".
ومن بين زبائنه المستقبليين, ذكر المتحدث، السودان وبعض البلدان المجاورة مثل ليبيا وموريتانيا، مضيفًا: "انتاجنا موجّه حاليًا للسوق المحلية، لكن لدينا القدرات التي تسمح لنا بتحقيق فائض للتصدير".
يُذكر أنّ شركة "باج أومبالاج" متخصصة في صناعة الحبال المخصّصة لقطاعي الصيد البحري والأشغال العمومية، كما تقوم أيضًا بصناعة أكياس البوليبروبلين وأكياس بمتوسط إنتاج 5 ملايين كيس سنويًا.
وفرض متعاملون أنفسهم في الأسواق الدولية مثل واسيني بوغرفة, منتج زيت الزيتون الذي يمتلك مزرعة تستوعب 3 آلاف شجرة زيتون في سيدي الشحمي (وهران).
في هذا الصدد, صرح هذا المزارع: "أنتجنا متوسط 15000 لتر من زيت الزيتون سنويًا، منها 80 بالمئة موجهة للتصدير نحو بلدان من أوروبا، سيما نحو فرنسا وإسبانيا.
وقال بكل فخر واعتزاز: "لا يتعلق الأمر بزيت الزيتون الذي نجده في الفضاءات التجارية الكبرى بل بمنتوج عالٍ الجودة"، مشيرًا: "نستثمر في التعبئة بغية الحفاظ على جميع خصوصيات زيت الزيتون التي يجب حفظها في قوارير زجاجية غير شفافة بعيدا عن الضوء".
وبحسب الأمين العام بوزارة الصناعة، صلاح الدين بلبريك، فإنّ فرع الصناعات الغذائية يضم حاليًا أكثر من 170 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، ويحقق أكثر من 500 مليون دولار من الصادرات.
ونوّه بلبريك إلى أنّ الأمر يتعلق بقطاع استراتيجي مهم، توليه السلطات العمومية اهتمامًا بالغًا.
وسيسمح هذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية الخميس، للمتعاملين الاقتصاديين بتبادل الآراء والاطلاع على الأخبار حول الصناعات الغذائية و قطاع التعبئة، سيما فيما يتعلق بالمواد الأولية والمعدات والتكنولوجيات المعتمدة لتعزيز هذه الصناعة وتشجيع الاستثمار، واقامة شراكات دولية وتحسين جودة المنتوج الوطني.