استنكر حقوقيون مغربيون بشدة، مضي النظام المخزني قدما في ترسيخ التواجد الصهيوني بالبلاد، رغم التصعيد الدموي المنفذ من قبل قوات هذا الأخير في فلسطين المحتلة، خاصة سلسلة المجازر المرتكبة بنابلس.
ورغم السخط الكبير للشعب المغربي على السياسات الصهيو-مغربية التي يعمل النظام المخزني على تكريسها، ورغم الأصوات المتعالية المناهضة للتطبيع، إلا أن المخزن ماض دون الالتفات إلى الوراء في جعلها أمرا واقعا، يتجاوز تطبيع العلاقات ليكون ترسيخا للتواجد الصهيوني على الأرض المغربية، ضاربا بعرض الحائط ما يجري بفلسطين المحتلة، وعلى وجه الخصوص بنابلس من مجازر دموية يومية، لاتزال تحصد أرواح الفلسطينيين.
وفي وقت تسارع الدول العربية والاسلامية ومعها الغربية إلى البحث عن سبيل لوقف التجاوزات والانتهاكات الصهيونية، يقاسم نظام المخزن الاحتلال الصهيوني «فرحته"، بوضع ممثلة هذا الأخير لديه، الحجر الأساس لبناء مقر سفارة الكيان في الرباط، الذي خصص لبنائه غلاف مالي يزيد عن 5ر4 مليون دولار، وتم التأكيد على أنها لن تكون سفارة فحسب، بل ستكون موطنا لجميع الصهاينة في المغرب.
ولقي وضع الحجر الأساس، استهجانا واسع النطاق من قبل حقوقيي المغرب، يتقدمهم رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، الذي اعتبر الإعلان عن بدء بناء سفارة الاحتلال "له ما بعده"، حسب قوله، مؤكدا في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأن الأمر يعد "خطوة خطيرة".
وقال أحمد ويحمان أن "ما يجري في المغرب أكثر من مجرد تطبيع، بل هم شرعوا في احتلاله (المغرب)، ويرون فيه البديل عن فلسطين التي يدركون أن مشروعهم فيها انتهى"، مضيفا أن القول بأن سفارة الاحتلال في المغرب ستكون موطنا لكل الصهاينة "رسالة خطيرة جدا، تفيد أن المغرب يفقد سيادته الوطنية تدريجيا، إضافة إلى فرض الحماية على الشعب المغربي".
وفي السياق، استنكر بشدة، في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وضع الحجر الأساس لتشييد سفارة الكيان بالرباط، في الوقت الذي تشن فيه قوات الاحتلال الصهيوني الفاشي حملاتها العدوانية ضد الفلسطينيين، إلى جانب تمرير قانون اعدام الاسرى، ودعوات التسريع في هدم المسجد الأقصى المبارك بحجة "الهيكل «المزعوم.
وتحدى ويحمان المسؤولين في المملكة المغربية من وزراء في حكومة أخنوش، والقائمين على الدبلوماسية وعلى رأسها وزير الخارجية، التوضيح للشعب المغربي «ماذا يعني تصريح ممثلة الكيان الصهيوني في ميزان السيادة الوطنية المغربية؟" ليستطرد مجيبا "أكيد لا أحد يستطيع الرد، لأنهم خانعون خاضعون لإملاءات الكيان الصهيوني".
ودعا رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الشعب المغربي إلى النهوض والاستيقاظ قائلا "أنتم تفقدون سيادتكم وتستعمرون وتفرض عليكم الحماية، وهو ما يؤكد قول ممثلة الكيان الصهيوني في البلاد، فهل يقوى أحد المسؤولين أن يشرح ما يعنيه تصريحها بأن السفارة ستكون دارا للصهاينة بالمغرب؟".
من جهته، تأسف الناشط في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، في تغريدة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتزامن إعلان بدء بناء سفارة الاحتلال الصهيوني في المغرب مع المجزرة التي نفذتها قوات
الاحتلال في نابلس. وسبق لهناوي أن وصف الكيان الصهيوني بـ «كيان الغصب والارهاب والعدوان" وأنه "مجرد كيان مصطنع بأدوات عسكرية دولية ولا يمتلك مقومات المجتمع"، مؤكدا بأن "فناء هذا الكيان الدموي أمر حتمي ليس فقط بحكم مقاومة الشعب الفلسطيني ومعه كل شعوب الأمة، بل حتى من داخله حيث يحمل معه بذرة فنائه في نسيجه المصطنع".
ويواصل مناهضو التطبيع بالمغرب، نضالهم لإسقاط تطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني المحتل، دفاعا عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني حتى تحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مع العلم أن المخزن كان قد أعلن نهاية شهر ديسمبر 2020 عن التطبيع الرسمي للعلاقات مع الكيان.
وتسارعت بعدها وتيرة التطبيع من تطبيع دبلوماسي إلى تطبيع عسكري بإبرام اتفاقيات أمنية خلال زيارة وزير كيان الحرب الصهيوني إلى الرباط في 24 نوفمبر الماضي، توجت بزيارة قائد سلاح الجو الصهيوني للمملكة المغربية، الاسبوع الماضي، لتزداد وتيرة الاختراق الصهيوني للمملكة المغربية.