تمكن مجمع سوناطراك من اقتصاد أكثر من 30 مليون أورو منذ سنة نتيجة استعمال المنتوج الوطني من قطع الغيار الميكانيكية، حسب ما كشف عنه اليوم الأربعاء بسكيكدة نصر الدين فتوحي، نائب الرئيس المدير العام لذات المجمع مكلف بنشاط التمييع والفصل.
و خلال لقاء مع الصحافة على هامش فعاليات الطبعة الثالثة لأيام الصناعة المنظمة من قبل مجمع سوناطراك "فرع نشاط تمييع و فصل الغاز الطبيعي" التي احتضنها مركب تمييع الغاز الطبيعي بذات الولاية، أفاد السيد فتوحي أن "مجمع سوناطراك فخور اليوم بالمستوى الذي بلغته المؤسسات الوطنية في التحكم في نوعية المنتوج و جودته في مجال صناعة قطع الغيار التي يحتاجها المجمع".
و أضاف ذات المسؤول بأن "المستوى العالي الذي بلغته الشركات الوطنية العمومية و الخاصة في إنتاج قطع الغيار ساهم في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال التوقف عن استيراد هذه القطع و استعمال تلك المنتجة محليا مما سمح بالتقليص من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة".
واعتبر السيد فتوحي أن التحكم في إنتاج قطع الغيار محليا "سيسمح بتلبية احتياجات مجمع سوناطراك بشكل أمثل بما يساهم في التقليص بشكل ملموس من حجم فاتورة الاستيراد"، موضحا أن "توجهات المجمع في هذا الشأن بدأت سنة 2020 بتطوير المنتوج المحلي عن طريق التعرف على قدرات النسيج الصناعي بالجزائر في مجال تصنيع قطع الغيار الميكانيكية".
و قال المسؤول بمجمع سوناطراك بأن "المتعاملين الذين تم الالتقاء بهم في فبراير 2022 أصبحوا اليوم بعد سنة شركاء يصنعون قطع غيار ذات جودة عالية بعد أن كنا نستوردها و أصبحت قطع الغيار هذه تستعمل في ماكنات سوناطراك و وحداتها الإنتاجية دون أي تخوف بعد أن أضحت هناك ثقة متبادلة بين الطرفين"، مردفا أنه "بعد أن أثبتت الشركات الوطنية قدراتها و مستواها العالي من خلال إنتاج قطع غيار ذات جودة و نوعية مثل تلك المستوردة من الممولين الأصليين، سيتم الانتقال بكل ثقة خلال 2023 نحو تصنيع قطع أخرى إلكترونية و كهربائية و أخرى ذات تعقيد كبير".
كما سلط الضوء على الجهود المبذولة من قبل العنصر البشري من إطارات و تقنيي مجمع سوناطراك في تطوير المحتوى المحلي في مشاريع التنمية للمجمع.
من جانبه، أبرز مدير فرع الغاز الطبيعي والبترول المميع بذات المجمع، يوسف عمارة، أن سوناطراك "تخطو اليوم خطوات هامة على أرض الواقع لتجسيد مسعى الاستغلال الأقصى للمحتوى المحلي"، مؤكدا دعم جميع المؤسسات التي تتوفر فيها المعايير والشروط باعتماد الشفافية. كما نوه بجهود سوناطراك في الرفع من معدل الإدماج الوطني في المجال للمساهمة في تثمين مجالي الصيانة وتصنيع قطع الغيار بالسوق الوطنية، من أجل تلبية احتياجات المجمع محليا.
و أردف بأن "الساحة الوطنية تحوز على شركات ذات كفاءة جد عالية و هذا ما تم الوقوف عليه من خلال أزيد من 40 زيارة قام بها إطارات سوناطراك خلال السنة الفارطة لعدد من هذه الشركات عبر الوطن".
و قد تم بالمناسبة التوقيع على عدد من العقود مع شركات وطنية عمومية و أخرى خاصة لتصنيع قطع غيار مختلفة على غرار العقد الذي تم إبرامه بين الشركة الوطنية للصناعات الكهربائية و الغازية و كذا شركة الغاز و البترول المميع لإنجاز 1.534 شفرة خاصة بالتوربينات بغلاف مالي يقدر ب 69 مليون دج و التي كانت تستورد من ألمانيا حيث سيمكن من اقتصاد غلاف مالي قدره 1 مليون و 500 ألف اورو.
يشار إلى أن هذا اللقاء الذي يحمل شعار "دور الموارد البشرية في نجاح عمليات الصيانة" و الذي سيدوم يومين، يعرف مشاركة أكثر من 50 مؤسسة وطنية ذات صلة بقطاع المحروقات والصيانة والميكانيك و الصناعة بما فيها صناعة قطع الغيار بالإضافة إلى فروع مجمعي سوناطراك و سونلغاز و كذا مهنيين، فضلا عن هيئات مهتمة بمجالات الهندسة والبحث العلمي.