كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن قطاعه قام بحوالي 10 آلاف عملية في إطار التحسيس بخطورة المخدرات خلال هذا الثلاثي، ترتب عنها إقلاع 700 مدمن عن تعاطي هذه السموم بمرافقة من الأئمة.
وخلال إشرافه على يوم دراسي بعنوان "دور المسجد في الوقاية من آفة المخدرات" نظم في إطار الحملة الوطنية التحسيسية لمكافحة المخدرات بدار الإمام، أوضح بلمهدي أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف "قامت في إطار مكافحة هذه السموم القاتلة التي تريد أطراف عديدة من خلالها ضرب الجزائر في عمق مجتمعها، بحوالي 10 آلاف عملية تحسيسية وتوعوية خلال هذا الثلاثي من السنة، مكنت من إقناع 700 مدمن عبر التراب الوطني بالاقلاع عن تعاطي المخدرات بمرافقة من الأئمة".
وفي ذات السياق، أكد "استعداد قطاعه للعمل مع كافة الشركاء لمكافحة هذه الآفة وإحباط أي محاولة للمساس بأمننا الوطني"، وأشار إلى أن أبواب المساجد "مفتوحة" لجميع الخبراء والمختصين للتوعية بخطورة المخدرات.
كما دعا بلمهدي الأئمة إلى "بذل المزيد من الجهود في التوعية والتحسيس بخطورة هذه الآفة وما يترتب عنها من عواقب"، قائلا في هذا الصدد: إن "المحراب محل لحرب النفس والشهوات ومنبر لاعلان الحرب على كل ما من شأنه أن يفسد مجتمعنا وأخلاقنا" ، وحذر من "محاولات لضرب الجزائر في نقطة القوة وهي الشباب".
من جانبه، دعا الخبير الدولي والمستشار في الوقاية الجوارية، ورئيس مركز مكافحة الادمان على المخدرات، عبد الكريم عبيدات، إلى التفكير في "وضع إستراتيجية وطنية للوقاية الجوارية" وخلق مراكز جديدة جوارية للتكفل بالمدمنين على مستوى جميع الولايات".
ارتفاع عدد طالبي العلاج خلال سنة
وفي ذات الصدد، ركز المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة محمد شكالي، على أهمية الوقاية "بشكل مدروس وبصفة علمية" بعيدا عن الارتجالية والمناسباتية، وذلك عبر استراتيجية محكمة، مؤكدا أن الوزارة تسعى لتوفير العلاج لجميع المدمنين الراغبين، وذلك عبر 46 مصلحة خارجية أو ما يسمى بالمراكز الوسيطة لعلاج المدمنين، إضافة الى 5 مصالح استشفائية.
وكشف في هذا الشأن عن "ارتفاع عدد طالبي العلاج خلال سنة 2022 ليصل الى 27 ألف عبر التراب الوطني بعدما قدر سنة 2012 بأقل من 10 آلاف"، معتبرا هذا الرقم مشجعا ومبشرا بالخير والذي هو نتيجة- مثلما قال- لجهود مهنيي القطاع".
ولفت إلى أن القنب الهندي من بين أكثرالأنواع تعاطيا وأن أكثر المدمنين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة والذين هم بحاجة الى مرافقة طويلة لمساعدتهم على الصمود على الاقلاع عن التعاطي.
للإشارة، فقد حضر هذا اليوم الدراسي، المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم إلى جانب ممثلين عدة قطاعات وزارية وممثلي المؤسسات الأمنية والمجتمع المدني وأئمة ومشايخ.