انتقل إلى رحمة الله, ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء, فضيلة الشيخ العلامة, محمد الطاهر آيت علجت, عن عمر ناهز 106 سنة, حسب بيان لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
وكان المرحوم آيت علجت الذي أفنى حياته في محاريب العلم, قد أبصر النور ببلدية تمقرة, دائرة أقبو بولاية بجاية سنة 1917. حفظ القرآن الكريم بزاوية جده الشيخ سيدي يحي العيدلي، حيث تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية, لينتقل بعدها إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بواد، العثمانية بنواحي قسنطينة، حيث درس مختلف العلوم الشرعية، من فقه ولغة، إضافة إلى الحساب والفلك، وكذا العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا.
شارك الفقيد آيت علجت في ثورة التحرير، هو وسائر طلبة زاوية سيدي يحيي العيدلي الذين التحقوا كلهم بركب الكفاح, بعد أن فجر المحتل الفرنسي زاويتهم سنة 1956.
وفي أواخر سنة 1957, سافر بإشارة من العقيد عميروش إلى تونس, لينتقل بعدها إلى طرابلس الليبية, حيث عين عضوا في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك.
وعقب الاستقلال, عاد المرحوم الشيخ آيت علجت إلى وطنه, حيث عين أستاذا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978.
وبناء على طلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد الفقيد إلى نشاطه المسجدي، ليمارس دروس الوعظ والإرشاد وخطابة الجمعة بمسجد الغزالي بحي حيدرة ومسجد دار الأرقم .
تخرج على يد المرحوم آيت علجت العديد من الطلبة المتمكنين الذين تصدروا المشهد الفكري والديني في الجزائر, على غرار الوزير الأسبق المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم و المرحوم الشيخ أبو عبد السلام.
كما خلف الفقيد آيت علجت, الذي يعد من أبرز رجال الدين والفقه بالجزائر, العديد من المؤلفات, من بينها كتاب على شكل مذكرات يروي سيرته الذاتية وتاريخ الثورة الجزائرية، وتقييمه للأحداث وتسجيل صوتي لشرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني ومختارات سلسلة شرح الموطأ.
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف, يوسف بلمهدي, قد قام أمس الأول الاثنين, وبأمر من رئيس الجمهورية, بزيارة الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت, الذي كان يرقد بقسم الإنعاش بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة, قبيل أن تفيض روحه ويرتقي إلى جوار ربه .