يجري تجسيد برامج مكثفة لتثمين شجرة الأرقان عبر ولاية تندوف وذلك في إطار البرامج التنموية التي أقرتها الدولة لترقية هذا النوع من الأشجار النادرة المتوطنة بالمنطقة.
وضمن هذا التوجه فقد جرى خلال الإحتفال باليوم الدولي لشجرة الأرقان وتحت شعار "معا من أجل التنمية المستدامة لشجرة الأرقان" تنصيب المجلس المهني المشترك الولائي لشعبة الأرقان بإشراف وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد الحفيظ هني، الذي أبرز حينها الأهمية القصوى لشجرة الأرقان و فوائدها المتعددة الإقتصادية منها و الإجتماعية و الإيكولوجية ودورها الفعال في مكافحة ظاهرة التصحر .
ويندرج استحداث ذات الهيئة في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال مجلس الوزراء المنعقد في 30 يناير 2022 بخصوص تطوير إنتاج شجرة الأرقان في مناطق الجنوب الغربي والهضاب العليا الغربية ، إلى جانب وضع حجر الأساس لمشروع إنشاء مركز وطني لتنمية وتثمين زراعة شجرة الأرقان.
وبالفعل فقد تم في هذا الصدد وضع حجر الأساس لإنشاء المركز الوطني لتنمية شجرة الأرقان والموارد الوراثية بالمشتلة النباتية الصحراوية واد الجز بتندوف وخصص له مساحة ثلاثة (3 ) هكتارات ، والذي يعد خطوة أولى لتأسيس مركز دولي لشجرة الأرقان.
ومن بين المهام المنوطة بهذا المرفق العلمي الحفاظ على النظام البيئي لشجرة الأرقان وإنجاز عمليات تجريبية في مناطق الأرقان ودمجها في منظومة الإنتاج الزراعية الحراجية ، كما يضمن التزود بالبذور والمواد النباتية و السهر على تتبع إنتاج البذور وزيت الأرقان.
ويمكن للمركز ضمن القوانين السارية المفعول إبرام اتفاقيات مع منظمات وطنية ودولية والتنظيم والمشاركة داخليا و خارجيا في التظاهرات العلمية و التقنية المتعلقة بمجال اختصاصه ، وكذا استشارة الخبراء و المختصين في مجال الأرقان، كما جرى شرحه.
ويسهر ضمن مهامه أيضا على تنفيذ برامج حماية و تثمين و تطوير شجرة الأرقان والموارد الوراثية النباتية الصحراوية ذات القيمة الإقتصادية و البيئية العالية .
كما سيعمل على اقتراح شبكة من المشاتل النموذجية لضمان توفر وجودة النباتات وكذلك ضمان المرافقة و الدعم الفني للفلاحين و الشباب حاملي المشاريع ، إلى جانب تنظيم ندوات و ورشات عمل و أيام دراسية وغيرها من الفعاليات ذات الطابع العلمي والتقني، حسب البطاقة التقنية لهذه المنشأة.
ومن أجل ضمان أداء مهامه سيتدعم المركز بعدة أقسام ومحطات جهوية، ومن بينها قسم البحث و تنمية شجرة الأرقان و الموارد الوراثية النباتية الصحراوية وقسم الإرشاد والتكوين والإبتكار، و قسم الإدارة و الوسائل ، حيث سيضم أيضا مجلسا توجيهيا و آخر علميا.
إنشاء مشاتل وعمليات واسعة لغرس شجرة الأرقان
وفي السياق ذاته تقوم محافظة الغابات لولاية تندوف بتجسيد عمليات واسعة ترمي إلى تطوير وتنمية شجرة الأرقان بالمنطقة ، ومن بينها إنجاز عديد المشاتل وغرس ما بين سنتي 2003 و 2022 نحو 1.000 شجيرة أرقان وتوزيع زهاء 4580 شجيرة على الفلاحين عبر المحيطات الفلاحية بالولاية ، وفق ما صرح به لـوأج محافظ الغابات محمد بوغالية .
كما استفاد قطاع الغابات في إطار عملية إعادة الاعتبار لشجرة الأرقان ضمن الصندوق الوطني للتنمية الريفية بعنوان مكافحة التصحر و تنمية الإقتصاد الرعوي و السهوب بغلاف مالي قدره 93 مليون دج ، وجه لغرس 50 هكتار بالأشجار الغابية وتجهيز ينابيع المياه بمضخات ميكانيكية و أخرى مستعملة لطاقتي الشمس و الرياح، بالإضافة إلى جمع بذور النباتات الرعوية خاصة منها صنف الأرقان.
وتم أيضا ضمن نفس البرنامج إنجاز مشتلة (على مساحة 300 متر مربع) لإنتاج بذور النباتات الرعوية و الأشجار و الشجيرات العلفية والغابية و الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف بمنطقة طويرف بوعام ، و مشتلة مماثلة بمنطقة وادى الجز، استنادا لنفس المسؤول .
وفي إطار الجهود ذاتها أمضت محافظة الغابات لولاية تندوف خلال السنتين الأخيرتين اتفاقيتين مع غرفة الصناعة التقليدية و الحرف بالولاية حول استخراج زيت الأرقان بالطريقة التقليدية ، والتي استفاد منها عديد الحرفيين من الجنسين، إلى جانب تنظيم تربص حول تقنيات تكاثر شجرة الأرقان ، كما جرى شرحه.
واقترحت من جهتها مديرية المصالح الفلاحية بولاية تندوف غرس 300 هكتار من شتلات الأرقان عبر المحيطات الفلاحية خلال الموسم الفلاحي 2023 / 2024 ، وتكوين الفلاحين الراغبين في إنشاء مشاتل الأرقان حول طرق و تقنيات زرع بذور الأرقان ، إلى جانب تكوين الفلاحين المستفيدين من غرس شتلات شجرة الأرقان في طرق الغرس و الصيانة و العناية بها إلى جانب استحداث محيطات جديدة موجهة للأشجار المثمرة المقاومة للجفاف بما فيها شجرة الأرقان ، حسبما أوضح مسؤولو القطاع .
يذكر أن الأرقان صنف من الأشجار الصحراوية التي تتأقلم مع الظروف المناخية القاسية للمناطق القاحلة و الشبه القاحلة ، وهي شجرة ذات إمكانيات بيئية عالية معروفة بتكيفها مع الجفاف و محاربة ظاهرة التصحر ، حيث تحافظ على التوازن البيئي وتساهم في تحسين المناخ المحلي ، كما تشكل مأوى لأصناف من الحيوانات البرية من بينها السنجاب البري الذي يتغذى على بذور الأرقان.
وتنتشر شجرة الأرقان بالشمال الغربي لولاية تندوف ، و التي تم بها جرد زهاء 5257 شجرة بكثافة تصل إلى ثماني ( 8 ) أشجار في الهكتار الواحد عبر ثلاثة مناطق وهي طويرف بوعام ومركالة وواد تارقانت ، استنادا لمعطيات محافظة الغابات بالولاية.