شدّد الخبيران مولاي بومجوط وحمزة حسام، اليوم الثلاثاء، على أنّ الأحداث الأخيرة في فرنسا تشكّل فشلاً سياسياً للحكومات المتعاقبة، وأكّدا في تصريحات لبرنامج "إضاءات" على "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، أنّ اليمين المتطرف يبني شعبيته في فرنسا على حساب المهاجرين.
قال الدكتور مولاي بومجوط، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة البليدة إنّ الحركة الاحتجاجية التي عمّت عدداً من المدن الفرنسية في الأيام الأخيرة بعد مقتل الشاب نائل كانت متوقعة بسبب تصاعد الخطاب العنصري سياسياً وإعلامياً ضدّ المواطنين الفرنسيين من أصول إفريقية وعربية بتحريض من اليمين الفرنسي المتطرف.
واعتبر بومجوط أنّ التيار اليميني الفرنسي يبني شعبيته على تسويق صورة سلبية عن المهاجرين وتحميلهم مسؤولية الإضرار بالمصالح الاقتصادية ورفض الاندماج في الهوية الفرنسية.
وأضاف ضيف "إضاءات" قائلاً: "الحكومات المتعاقبة في فرنسا فشلت في سياساتها المنتهجة على مدار العقود الأخيرة حيال سكان الضواحي أو ما يُعرف بالأحياء الساخنة ذات الغالبية من أصول غير فرنسية، لأنها كانت وما تزال تنظر بعين الريبة والشك إلى هذه الفئة من مواطنيها."
من جهته، أبرز د. حمزة حسام أستاذ العلاقات الدولية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أنّ القلق صار كبيراً في أوساط الفرنسيين من أصول عربية وافريقية حيال تسلل اليمين المتطرف إلى مؤسسات الشرطة الفرنسية التي ثبت بأنها تتعامل بطريقة فظّة وغير احترافية مع هذه الفئة من المواطنين الفرنسيين.
وأضاف حسام قائلاً: "المشكلة أنّ سكان الضواحي لا يُعاملَون على قدم المساواة مع باقي الفرنسيين، وهو ما يظهر وجود شيء من العنصرية والتمييز إزاء هذه الفئة مما أدى إلى انفجار الأحداث الأخيرة".
وعن مستقبل العلاقة بين فرنسا والدول الإفريقية على ضوء هذه التحديات المرتبطة بالهجرة، استبعد حسام أن تتأثر بذلك، وأكّد أنّ فرنسا لا يمكنها مطلقاً أن تتخلى عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بالقارة السمراء وذلك رغم تنامي ظاهرة العداء الشعبي لفرنسا في كثير من الدول الإفريقية الرافضة للهيمنة الأجنبية.