أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، على أهمية تطوير السياحة الداخلية، باعتبارها رافدا من روافد التنوع الاقتصادي في الجزائر، مبرزا أن هذه السياحة بإمكانها أن تستقطب 12 مليون سائح سنة 2024.
وشدد بن عبد الرحمان خلال زيارته لأجنحة الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الـ22، على أن الدولة "بدأت في رفع تحدي السياحة، مما يستدعي الاستمرار والانتظام والمضي قدما نحو تحقيق الجودة وتنويع الخدمات بالشكل الذي يتماشى بمقومات وإمكانيات الجزائر".
وتابع في ذات السياق، بأن السياحة في الجزائر "تعرف نقلة نوعية يجب الترويج لها أكثر، خاصة وأن هذا المجال بإمكانه أن يستقطب في المستقبل القريب 12 مليون سائحا، ومن شأنه إعطاء دفع إضافي للاقتصاد الوطني وتنوعيه".
وتجسيدا لهذا الهدف، اعتبر الوزير الأول أن نجاح السياحة في الجزائر يكمن في تحقيق جملة من المؤشرات أبرزها "المرافقة، الجودة، النوعية وكذا الانتظام في الخدمات"، مشيرا إلى أن جنوب البلاد "يعتبر منطقة سياحية بامتياز تحتاج فقط للترويج بالنظر إلى المقومات والامكانات التي تزخر بها".
ولدى إبرازه لأهمية قطاع السياحة، أكد أن السوق الجزائرية في هذا المجال "تتوفر على إمكانيات ضخمة، وأن بوادر هذا الاهتمام بدأ يعطي ثماره بفضل برنامج رئيس الجمهورية وعمل الحكومة، لكي تصبح السياحة إحدى روافد التنوع الاقتصادي الذي تنشده الحكومة".
وفي سياق متصل، أشار الوزير الأول إلى أهمية جودة الخدمات في قطاع السياحة، لافتا إلى أن بعض البلدان "تستخدم أكثر من 40 بالمائة من اليد العاملة في هذا المجال"، مسجلا في ذات الوقت "إصرار الجزائر على رفع تحدي بلوغ هذه النسبة لا سيما وأننا -مثلما قال- متفتحون على جميع أنواع الاستثمارات سواء كانت أجنبية مباشرة أو بالشراكة.
وفي معرض حديثه عن موسم السياحة الصحراوية، حث بن عبد الرحمان على "ضرورة رفع تحدي تحقيق النوعية وجودة الخدمات مع الترويج إعلاميا لهذا الموسم"، داعيا الوزارة الوصية إلى الانتهاء، قبل نهاية السنة الجارية، من التحضير لإنجاح مسارات الواحات (غرداية، تيميمون، بني عباس، تاغيت والقصور)،حتى يتحصل السائح الجزائري والأجنبي على حد سواء على منتوج جديد ذي جودة ونوعية".
وبخصوص مجهودات الدولة لترقية القطاع، أعرب الوزير الأول عن أمله في "استلام 734 فندقا خلال سنة 2024، ما من شأنه أن يرفع من عدد الأسرة ويساهم في تغطية الحاجيات الوطنية"، مذكرا بأنه "تم خلال هذه السنة استلام 77 فندقا جديدا"، غير أنه أبدى بالمقابل "أسفه للتأخر" المسجل في وتيرة إنجاز مشاريع القطاع.
وشدد في ذات السياق، على أن الدولة "اتخذت كافة التدابير الرامية إلى تذليل العقبات التي تعترض المستثمرين في تنفيذ هذه المشاريع"، مؤكدا أنه "تم إسداء تعليمات صارمة لاستقبال المتعاملين والعمل على إتمام المشاريع في الآجال المحددة".
كما حث المؤسسات البنكية على "مرافقة المستثمرين (مشاريع صغيرة أو عملاقة) بغرض الإسراع في إنجاز مختلف المشاريع السياحية على المستوى الوطني"، مشيرا من جهة أخرى إلى "أهمية تعزيز النقل الجوي في المجال السياحي خاصة نحو مناطق الجنوب والهضاب العليا".
وذكر بن عبد الرحمان بأن الحكومة اتخذت "عدة إجراءات تحفيزية" في هذا المجال، من خلال "فتح خطوط جوية إضافية نحو عدة عواصم من بينها جوهانسبورغ وأديس أبابا ودوالا"، لافتا إلى "التطور الايجابي" الذي سجلته شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
وأبدى بن عبد الرحمان بالمناسبة، استعداد الحكومة على "مرافقة المتعاملين العموميين والخواص وتقديم يد المساعدة لهم"، مشددا على "ضرورة" إعادة بعث الديوان الوطني الجزائري للسياحة على "أسس اقتصادية جديدة" قائمة على "الشجاعة والثقة في المنتوج الجزائري والموروث الثقافي الحضاري الجزائري".
كما تبادل أطراف الحديث مع عدد من ممثلي الدول المشاركة في هذا الصالون، على غرار الصين وتونس والمملكة العربية السعودية، مبرزا أهمية تبادل السياح والترويج للسياحة الصحراوية التي يبدأ موسمها شهر اكتوبر القادم.
وكشف الوزير الأول في هذا الشأن، أن الدولة "سهلت من إجراءات منح وتعميم تأشيرة التسوية الخاصة بمسارات الجنوب السياحية للوطن بعدما كانت هذه التأشيرة تمنح لقاصدي ولاية جانت من باريس فقط ،العام الماضي".
وفي ختام زيارته للصالون، وقف الوزير الأول عند جناح الحماية المدنية ليشيد بالدور الذي تقوم به خارج البلاد، خاصة في مدينة درنة الليبية على إثر الفيضانات المدمرة التي شهدتها مؤخرا، قائلا بأن الحماية المدنية "أثبتت جدارتها ورفعت راية الجزائر مثلما كانت تفعله دوما في مختلف الكوارث الطبيعية لا سيما خارج الوطن ".