تتوالى ردود الفعل العربية, المدينة للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة, الذي خلف عشرات الشهداء والمصابين, والمشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام الكيان الصهيوني بوقف انتهاكاته السافرة ضد الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الإطار, أعربت الجزائر عن قلقها "الشديد" إزاء تطور الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة, التي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء, حسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, اليوم السبت.
وأدانت الجزائر "بشدة هذه السياسات والممارسات المخلة بأبسط القواعد الانسانية ومراجع الشرعية الدولية", مجددة الطلب ب"التدخل الفوري للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام الذي جعل منهما الاحتلال الصهيوني سمة من سمات احتلاله للأراضي الفلسطينية".
من جهتها, حملت وزارة الخارجية القطرية, في بيان, الكيان الصهيوني وحده مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني, و آخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال, مشددة على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل" لإلزام الكيان الصهيوني بوقف انتهاكاته "السافرة" للقانون الدولي وحمله على احترام قرارات الشرعية الدولية
والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني, والحيلولة دون "اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة".
من جانبها, أعربت دولة الكويت, عبر وزارة خارجيتها, عن "قلقها البالغ" وأكدت أن التصعيد جاء نتيجة استمرار الانتهاكات والاعتداءات السافرة التي ارتكبتها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني, داعية المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته وإيقاف العنف وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وإنهاء ممارسات الاحتلال الاستفزازية".
وبدورها, جددت المملكة العربية السعودية, في بيان صدر عن وزارة خارجيتها, دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتفعيل عملية سلمية "ذات مصداقية" تفضي إلى حل الدولتين, بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة.
وفي ذات السياق, حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, المجتمع الدولي المسؤولية عن الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك لغياب أي رد فعل على سياسات الاحتلال الصهيوني المستفزة.
ودعا إلى وقف العمليات العسكرية الصهيونية في غزة بشكل فوري, مذكرا بما سبق أن حذر منه مرارا من أن استمرار الاحتلال في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة, يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور, حسب ما جاء في بيان على لسان المتحدث باسمه.
وأعرب عن قناعته التامة بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي, في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات الاحتلال اليميني المستفزة, ضد المقدسات الاسلامية والتي يحاول من خلالها إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .
وأمام التصعيد الصهيوني الخطير, حذر البرلمان العربي من تداعيات كل ذلك على الأوضاع في المنطقة ومن احتمال انفجارها جراءه, معربا في بيان بهذا الخصوص, عن استنكاره للجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال وتصعيدها الدموي ضد الشعب الفلسطيني, وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين المتطرفين, وعمليات القتل ضد المواطنين الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم بحماية قوات الاحتلال, محملا الكيان الصهيوني تبعات هذا التصعيد الخطير.
ودعا المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة الى "دعم جهود السلام, وخاصة الإدارة الأمريكية إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري", كما دعا إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وإجبار القوة القائمة بالاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية, "من خلال الانخراط في عملية سلام ومفاوضات حقيقية تفضي ضمن سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال وفقا لمرجعيات السلام الدولية ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة".
في ذات السياق, حمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية, قوات الاحتلال الصهيوني مسؤولية تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة, نتيجة استمرار الاعتداءات الصهيونية الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة.
ودعا الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي في بيان له, إلى وقف التصعيد الفوري وحماية المدنيين الفلسطينيين الأبرياء, طالبا مؤسسات المجتمع الدولي التدخل بقوة وسرعة لإعادة إحياء جهود تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية, لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في الأراضي الفلسطينية .
وكان الرئيس الفلسطيني, قد أكد في وقت سابق اليوم, حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة "إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال" الصهيونية.
و استشهد اليوم السبت, 232 فلسطينيا وأصيب أزيد من 1700 آخرون, بشظايا وصواريخ طائرات الاحتلال الصهيوني الحربية, التي شنت هجمات على مناطق مختلفة من قطاع غزة, حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وكانت المقاومة الفلسطينية بغزة قد شنت في وقت سابق اليوم, عملية "طوفان الأقصى" ردا على جرائم الاحتلال و انتهاكاته بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.