الذكرى الـ 35 لإعلان دولة فلسطين: إرادة ومكتسبات في مواجهة العدوانية والانتهاكات

فلسطين
15/11/2023 - 10:50

يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 35 لإعلان قيام دولة فلسطين، في موعد احتضنته الجزائر في مثل هذا اليوم الأغرّ من عام 1988.

وفي مواجهة انتهاكات وعدوانية الانتهاكات، يصرّ الفلسطينيون  على المضي قدماً في تحقيق مزيد من المكتسبات, فيما تشهد القضية الفلسطينية العادلة منعرجاً حاسماً في تاريخها, في ظل العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية, وتداعياته الخطيرة على عملية السلام في الشرق الاوسط.

وشهد قصر الأمم بنادي الصنوبر صباح الخامس عشر نوفمبر  1988، إلقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كلمته الشهيرة في المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشرة بالجزائر, جاء فيها : “إنّ المجلس الوطني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني, قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية, وعاصمتها القدس الشريف”.

ونصّت “وثيقة الإستقلال” التي حررها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وتلاها ياسر عرفات, على مواصلة النضال من أجل تثبيت الحق الفلسطيني في الحرية, وترسيخ السيادة والاستقلال.

واستندت الوثيقة إلى “الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين, وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعا عن حرية وطنه و استقلاله, و انطلاقا من قرارات القمم العربية, ومن قوة الشرعية الدولية, التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ 1947, وممارسة الشعب العربي الفلسطيني حقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي, والسيادة فوق أرضه”.

نتائج جد ايجابية على المسار

كان لاعلان قيام دولة فلسطين نتائج جد ايجابية على مسار القضية الفلسطينية, حيث في العام الذي تلى, اعترف أكثر من 100 بلد بدولة فلسطين كاملة السيادة, ليرتفع العدد بمرور السنوات.

وسعيا منها الى انتزاع المزيد من المكتسبات لصالح قضيتها العادلة, واصلت الدبلوماسية الفلسطينية وما تزال تواصل مساعيها الحثيثة على قدم وساق لنيل مزيد من الاعتراف الدولي.

ومن أبرز المحطات التي سجلت في تاريخ القضية الفلسطينية, تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ 29 نوفمبر 2012 لصالح قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو “مراقب” في الأمم المتحدة, قبل أن تقر بتصويت أغلبية أعضائها, رفع علم فلسطين في المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك لأول مرة إلى جانب أعلام باقي الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية, وذلك عام 2015.

وحصلت دولة فلسطين على عضوية مؤسسات تابعة للأمم المتحدة, و انضمت إلى معاهدات ومنظمات دولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية عام 2014, وغيرها من الإنجازات.

وفي هذا الاطار, فإن الجزائر لا تزال تؤكد دعمها الكامل لدولة فلسطين وترافع في كل المنابر الدولية من أجل ايجاد حل دائم و عادل للقضية الفلسطينية, يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وهي تواصل جهودها دون كلل لكي تحصل دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.

ومن هذا المنطلق, رافع السيد رئيس الجمهورية في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك, في سبتمبر الماضي, من أجل عقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة, كما دعا محكمة العدل الدولية للاستجابة لطلب الجمعية العامة للمنظمة لإصدار رأيها الاستشاري حول الممارسات التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف, وطالب مجلس الأمن بإصدار قرار يؤكد بموجبه حماية حل الدولتين.

مكتسبات تصطدم بعدوان صهيوني مدمرّ 

بعد مرور 35 عاماً عن إعلان قيام دولة فلسطين, تصطدم تطلعات الشعب الفلسطيني, الذي يناضل من أجل التخلص من براثن الاحتلال الصهيوني وتجسيد الإعلان عن قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية, بأحداث مؤلمة يشهدها قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة للعدوان الصهيوني الوحشي المتواصل منذ أكثر من شهر, في ظل حجم آثاره المدمرة المباشرة على حياة الفلسطينيين.

وشكلت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر, ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة وانتهاكاته التي بقيت دون رادع على مدار سنوات, “نقطة تغيير” في المسارات السياسية للنزاع في الشرق الأوسط.

ورغم حجم  الدمار الذي ألحقه الكيان الصهيوني في عدوانه المتواصل على غزة و ابادته لشعب أعزل مستعملا الترسانة العسكرية الضخمة التي وفرتها له بعض القوى العظمى لارتكاب جرائمه ضد الانسانية وجرائم الحرب, وما أسفر عنه من حصيلة ثقيلة في قوافل الشهداء والجرحى والنازحين, ووضع انساني كارثي نتيجة لتدمير البنية التحتية والمرافق الصحية التي أضحت الهدف الرئيسي للقصف المكثف وغير المسبوق, يمضي الفلسطينيون في تمسكهم بنضالهم ومقاومتهم الباسلة التي تتصدى للاحتلال لدحر مخططاته التوسعية التصفوية, بكل استماتة الى غاية تحقيق النصر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولعل موجة التضامن الشعبي الذي عبرت عنه الاحتجاجات العارمة عبر دول العالم, تنديدا بالعدوان الصهيوني الغاشم ودعما لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة, لدليل واضح على أن صدى هذه القضية ما زال يتردد في أصقاع المعمورة, بل وأضحى أكثر زخماً.