تكلّلت الندوة الـ 47 للتنسيقية الأوروبية للتضامن ودعم الشعب الصحراوي (الإيكوكو)، بالنجاح، بعد يومين من الأشغال، اختتمت أمس السبت بطليطلة الاسبانية، بالمصادقة على جملة من التوصيات التي أكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، و إشادة بالموقف الجزائري تجاه القضية الصحراوية والقضايا العادلة.
أشغال "الإيكوكو" التي وُسمت بشعار "الاستقلال هو الحل الوحيد"، شهدت تشديد المشاركين على ضرورة إبراز كفاح الشعب الصحراوي ضد المحتل المغربي، وذلك عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتكوين الصحراويين، لإيصال القضية الصحراوية إلى الخارج ونقل صورة ما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، قال سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الجزائر، عبد القادر طالب عمر، إنّ الندوة الـ47 من "الإيكوكو" سجلت "نجاحا كبيرا"، بدء من المشاركة الكبيرة والمتميزة والمتنوعة في أشغالها، حيث حضر حوالي 300 مشارك من مختلف أقطار العالم، من ممثلين عن الحكومات المعترفة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ونواب ومنتخبين ومنظمات سياسية ونقابية وجمعيات صداقة مع الشعب الصحراوي، إضافة إلى منظمات غير حكومية وحقوقيين و إعلاميين وشخصيات من المجال الثقافي، وبرلمانات دول وازنة.
وأضاف عبد القادر طالب عمر أن هناك العديد من النقاط الأخرى التي تؤكد نجاح الندوة، على غرار انعقادها بالتزامن مع عقد ندوة برلمانية في مقر البرلمان الإسباني، "الذي عبر في الكثير من المرات عن تأييده ودعمه للقضية الصحراوية، ورفضه موقف رئيس الوزراء الإسباني بخصوص القضية الصحراوية، بعدما تراجع عن موقف الإجماع الاسباني".
وتابع قائلاً: "إن انعقاد الندوة في إسبانيا نفسها بعد تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، وعلى رأسها بيدرو سانشيز، دليل على قوة الحركة التضامنية الاسبانية في فرض رأيها والتعبير عن تضامنها مع الشعب الصحراوي، كما أن انعقادها في قصر المؤتمرات وفي طليطلة، و افتتاح أشغالها بحضور سلطات في منطقة قشتالة والمنشف، نجاح هو الآخر".
وتوقف السفير الصحراوي عند أهمية الورشات المنعقدة في الندوة، والتي تطرقت الى العديد من المواضيع المتعلقة بالشأن الصحراوي ("سياسة واتصال" و"حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين الصحراويين" و"الموارد الطبيعية الصحراوية" و"تعزيز الدولة الصحراوية")، حيث أبرز أنها "مهمة من الجانب السياسي والإعلامي".
2024 سنة حافلة بالمواعيد والنشاطات
ذكر السفير الصحراوي أنّ "السنة المقبلة ستكون حبلى بالأحداث، بدء من انعقاد ندوة دولية ببرلمان الجزائر حول الصحراء الغربية، إضافة إلى انتظار صدور قرار محكمة العدل الأوروبية القاضي ببطلان أي اتفاق مع المغرب إذا كان يضم الأراضي الصحراوية، الى جانب عقد ندوات حول حقوق الإنسان والتوأمة، والمطالبة برفع الحصار على المناطق المحتلة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين".
وتابع طالب عمر أن السنة القادمة ستشهد أيضا "دعم مؤسسات الدولة الصحراوية وتوفير عوامل الصمود والاستقرار بتغطية حاجيات اللاجئين الصحراويين".ولفت الدبلوماسي الصحراوي إلى ان الندوة ال47 من "الإيكوكو" طالبت بتحميل اسبانيا مسؤوليتها إزاء القضية الصحراوية وتذكيرها بها، وكذا مطالبة أوروبا بالتوقف عن ازدواجية المعايير، مشيرا إلى أن القضية الصحراوية "قضية إنسانية وسياسية، فاستمرار المعاناة الإنسانية للصحراويين راجع إلى غياب الحل السياسي في تقرير المصير".
وأشار إلى أن كل ما سبق ذكره "نقاط مهمة تفتح أفقا واسعا، وتؤكد بأن سنة 2024 ستكون سنة حافلة بالكثير من الأنشطة، ويضاف إلى هذا كفاح الشعب الصحراوي العسكري وصموده، وضرورة إظهاره عن طريق تكوين الصحراويين في وسائل التواصل الاجتماعي، لنقل صورة عما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة، في وقت أضحى الاعلام جزء هاما في المعركة لصنع رأي عام ايجابي".
وأبرز طالب عمر أنّ جميع المشاركين في الندوة أثنوا على الجزائر وموقفها الثابت من القضية الصحراوية وقضايا التحرر، لافتا إلى أنهم "حيوا الاتحاد الإفريقي وطالبوه بلعب دوره في حماية الصحراويين، على اعتبار أن الصحراء الغربية عضو في الهيئة القارية".
وختم السفير الصحراوي لدى الجزائر بالتطرق إلى قرار عقد الندوة الـ 48 "للإيكوكو" في البرتغال، وهو "أمر مهم"، حسبه، خاصة وأنّ البرتغال ذاته "كان من بين الدول التي دافعت عن استقلال تيمور الشرقية التي مرت بنفس التجربة التي تمر بها الصحراء الغربية، مع العلم أن العديد من الدول الناطقة باللغة البرتغالية تعترف بالجمهورية الصحراوية، الأمر الذي سيرفع أفق التضامن مع القضية الصحراوية".