كشفت مراجع إعلامية متطبقة، اليوم الثلاثاء، من تهديد شبح الجوع لنحو 2.2 مليون شخص في غزة، كنتيجة مباشرة لسياسة الكيان الذي يواصل عدوانه الهمجي على القطاع النازف لليوم الـ 55 توالياً.
أفيد أنّ سكان غزة يعتمدون الآن بشكل كامل على الإمدادات من الخارج، حيث لم يعد بإمكانهم إنتاج أي طعام تقريباً بأنفسهم، في وقت لا تسمح سلطات الاحتلال إلاّ بدخول جزء صغير من كمية المساعدات التي كانت تدخل قبل الحرب، مع فرض قيود على أنواع البضائع، بدلا من السماح بدخول ما يكفي من الغذاء إلى المنطقة.
وجرى التشديد على أنّ ما يمارسه الكيان خرق للقانون الإنساني الدولي، ورفض الامتثال لهذا الواجب يشكل جريمة حرب.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت قبل أسبوع من أنّ نصف سكان غزة باتوا معرضين لخطر المجاعة، مشيرة إلى أنّ أكثر من 90 % من فلسطينيي القطاع ظلوا دون طعام لمدة يوم كامل عدة مرات، نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع أكتوبر الماضي.
وأكدت الهيئة الأممية أنّ العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع "خلق كارثة إنسانية"، مشيرةً إلى أنّ خطر المجاعة يهدّد أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، إنّ الكارثة الإنسانية في غزة هي "من بين أسوأ الكوارث التي شهدها القطاع على الإطلاق"، مشيراً إلى أنّ 20% من السكان يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء.
وفي تصريحات صحفية، أضاف حسين: "أفعل هذا منذ حوالي 20 عاماً.. لقد زرت كل مناطق الصراع تقريباً، اليمن، جنوب السودان، شمال شرق نيجيريا، إثيوبيا.. ولم أر شيئاً كهذا من قبل، سواء من حيث حجمه أو ضخامته، وأيضا من حيث الوتيرة التي حدث بها".
وشدّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على أنّ الكيان الصهيوني عاقب المدنيين في غزة بشكل جماعي واستخدم تجويع المدنيين و"كلاهما جرائم حرب محتملة".
من جهتها، قالت المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود الدكتورة غيليميت توماس، إنّ الكيان الصهيوني سمح في الأسابيع الأخيرة بدخول ما بين 100 إلى 120 شاحنة إلى غزة يومياً، إلاّ أنّ هذا العدد لا يزال أقل بكثير من الـ500 شاحنة التي كانت تدخل كل يوم قبل العدوان، وأقل بكثير مما هو مطلوب.