الدكتور عبيد : "الكيان الصهيوني يريد تصفية القضية الفلسطينية"

مصطفى عبيد
16/01/2024 - 10:58

شدّد الدكتور مصطفى عبيد أستاذ التاريخ بجامعة المسيلة، على أنّ العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 102، يريد الكيان من ورائه تصفية القضية الفلسطينية، ووصف عبيد ما تشهده فلسطين المحتلة بأنه حرب إبادة شاملة وجرائم ضد الإنسانية مفروضة على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّه لا يصح أن تسمى حرباً لأنها غير متوازنة وتقودها دولة الكيان الصهيوني بغطاء من قوى عظمى لتصفية شعب أعزل .

لدى استضافته، هذا الثلاثاء، ضمن برنامج "ضيف الدولية"، اعتبر عبيد أنّ الكيان الصهيوني طبّق منذ اليوم الأول لهذا العدوان سياسة الأرض المحروقة وأعمال إبادة مدروسة عن طريق القتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ والتهجير القسري عبر تدمير البنية التحتية والمدنية والمستشفيات ومنع وصول الغذاء والمياه والدواء .

وأشار ضيف الإذاعة إلى أنّ ما يجري حالياً هي مأساة حقيقية تواجه الشعب الفلسطيني وتهدّد كيانه خاصةً وأنّ جيش الإحتلال الصهيوني يستهدف على وجه التحديد الأطفال الذين استشهد منهم أكثر من عشرة آلاف، وهو رقم مخيف لم تشهده الحروب المعاصرة، ولا سابق له منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية .

واستطرد الدكتور عبيد قائلاً: "الهدف من هذه الحرب المعلنة على قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية هو تحقيق حلم الصهاينة منذ أواخر القرن التاسع عشر خلال مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897، وهو تصفية القضية الفلسطينية من خلال العمل على إيجاد وطن بديل للفلسطينيين بتواطؤ مفضوح من المجموعة الدولية، بدءاً من اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1915 ووصولاً إلى وعد بلفور والنكبة الكبرى عام 1948". 

المخطط الصهيوني أكبر بكثير  

ضمن هذا السياق، كشف الدكتور عبيد أنّ المخطط الصهيوني أكبر من ذلك لأنه عقائدي بالدرجة الأولى وعنصري وديني وجغرافي واقتصادي وتوسعي، وأضاف بالقول: "الكيان لا يستهدف فقط إنشاء دولة صهيونية على أرض فلسطين التاريخية، إنّما يشمل إقامة دولة تمتدّ من الفرات إلى النيل بما فيها بلاد الشام وبسط السيطرة على البحر الأحمر والمحيط الأطلسي والإمساك بالقرار السياسي بكل من الضفتين الشمالية والجنوبية لحوض البحر المتوسط."

وحول ما يلاحظ اليوم من صمت وتواطؤ المؤسسات الدولية الرسمية بما فيها بعض مؤسسات العرب حيال هذه الجرائم الصهيونية، أوضح أستاذ التاريخ أنّ الكيان المحتل استطاع التغلغل داخل هذه المؤسسات والمنظمات الدولية منذ فترة طويلة، ويمارس نفوذاً كبيراً عليها من خلال إتباع سياسة الترغيب والترهيب والتحفيزات المالية والاقتصادية، والسيطرة على مراكز اتخاذ القرار والنخب السياسية والإعلامية والجامعية، خصوصاً في أمريكا وأوروبا وبعض البلدان العربية.

ورأى الأستاذ عبيد أنّ الكيان تمكّن من إقناع هذه النخب السياسية الحاكمة في العديد من دول العالم بأنّ ما يقوم به "مجرد دفاعٍ عن النفس"، وليس جرائم إبادة جماعية، وهو ما يصدر حالياً عن الدوائر الرسمية في الولايات المتحدة الأميركية وعددٍ من الدول الأوروبية الرئيسية وفي مقدمتها بريطانيا وألمانيا.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية