قدم الخبير في العلاقات الدولية ومدير مركز جي أس أم للأبحاث والدراسات بموسكو الدكتور، آصف ملحم، اليوم الأحد، محاضرة بمقر وزارة الاتصال تحت عنوان "الطاقة كمحدد للعلاقات الدولية"، بحضور وزير الاتصال الدكتور محمد لعقاب والمدير العام للإذاعة الجزائرية السيد محمد بغالي.
وأكد وزير الاتصال، محمد لعقاب، أهمية المبادرات التي اطلقتها الوزارة في مجال تكوين الصحفيين لا سيما تحسبا لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز موضحا ان عددا من الخبراء العرب سينشطون هذا الاسبوع بالعاصمة ندوات حول رهانات الطاقة في العالم وبشكل اخص صناعة الغاز.
وأضاف لعقاب أن اهمية تكوين الاعلاميين في هذا المجال نابع اساسا من كون قضايا قطاع الطاقة "لها ظاهر اقتصادي ولكن لها خفايا سياسية واستراتيجية" على الصحفي الجزائري أي يلم بها.
بدوره كشف المدير العام للإذاعة الجزائرية، السيد محمد بغالي، عن توجيه الإذاعة لدعوة إلى مجموعة من الخبراء الدوليين بغية تقديم جملة من الندوات، منهم الدكتور رائد المصري الذي سيقدم صباح غد الاثنين ندوة بمعية الدكتور آصف ملحم، ستقام بالمدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام بالعاصمة، متبوعة بندوة أخرى ستجرى وقائعها بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة سيقدمها المستشار في البنك الدولي والخبير في السياسات الطاقوية الدكتور ممدوح سلامة، الى جانب ندوة أخرى سينشطها الخبير في القضايا الجيواستراتيجية البروفيسور لاغا شقروش.
وأضاف السيد بغالي، أن كل ما يحدث من نشاط ديبلوماسي حول مورد الغاز يعكس أهمية انعقاد هذه الدورة كموعد اقتصادي للسنة الجارية 2024، ما يفسر أحقية تحول مورد الغاز من رهان اقتصادي الى رهان أمني وجيو استراتيجي.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية آصف ملحم، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، أن انعقاد قمة رؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، نهاية فيفري الجاري بالجزائر، سيكسب القمة أهمية خاصة، بالنظر للمكانة التي تحظى بها الجزائر دوليا كونها تملك قرارها السيادي.
وأوضح الخبير، خلال ندوة متبوعة بنقاش حول "الطاقة كمحدد للعلاقات الدولية"، جرت بمقر وزارة الاتصال بحضور وزير القطاع، محمد لعقاب والمدير العام للإذاعة الجزائرية السيد محمد بغالي وعدد من الاطارات السامية، في اطار اللقاءات الاعلامية تحسبا للقمة، أن الجزائر "دولة تحظى باحترام عالمي واسع وتملك قرارها السيادي وذات مواقف شجاعة ولا تفرض عليها قرارات من الخارج، ما سيكسب المنتدى أهمية خاصة".
ولفت المتحدث، خلال الندوة التي حضرها صحفيون من مؤسسات اعلامية وطنية و أجنبية، الى ان قمة المنتدى ستكون لها أهمية كبيرة لدفع الحوار والتشاور بين الدول الاعضاء لضمان استقرار اسعار الغاز في العالم.
وفي اشارته الى "الأهمية الكبرى" للغاز الطبيعي حاليا ومستقبليا في الامن والانتقال الطاقويين، شدد الخبير، الذي يشرف على مركز للدراسات السياسية بموسكو، أن الجزائر تتمتع بخبرة كبيرة في مجال صناعة الغاز وتعد من أهم مصدري هذا المورد، كونها قريبة من القارة الاوروبية ما يسهل لها العمليات اللوجستية في التصدير".
ويرى الدكتور ملحم أن "أهم الخطوات المنتظرة في القمة هي الدفع باتجاه استحداث منظمة الدول المصدرة للغاز تكون على شاكلة منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك)"ما من شأنه أن "يساهم في ضمان استقرار اسعار الغاز والتخفيف من المشاكل التي تشهدها سوق الغاز ووضع حلول لها".
ويضم المنتدى -الذي تأسس سنة 2001 - ما مجموعه 12 بلدا وهي الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا، إلى جانب 7 دول ملاحظة أنغولا وأذربيجان والعراق وماليزيا وموريتانيا والموزمبيق والبيرو.
واستبعد الخبير وجود أي "تنافس" أو "تقاطع" روسي-جزائري حول حصص سوق الغاز المصدر دوليا ولاسيما نحو أوروبا مثلما تسوق له بعض الاوساط الاعلامية، مؤكدا، من جانب آخر، أن "نيجيريا لا تستطيع تمرير غازها باتجاه أوروبا الا عن طريق الجزائر" ما يستبعد أيضا كونها منافسة للجزائر في هذا المجال. وتابع قائلا: "الجزائر بإمكانها ان تكون نقطة وصل بين الغاز النايجيري و أوروبا".