استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي الخميس حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وحظي مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر والذي "يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة"، بتأييد 12 عضوا وامتناع عضوين عن التصويت، بينما عارضته الولايات المتّحدة التي تمتلك حق الفيتو باعتبارها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وصوتت 12 دولة بنعم لمصلحة مشروع القانون فيما امتنعت 2 على التصويت بينما كان الصوت الوحيد المعارض للمشروع هو صوت الولايات المتحدة الأمريكية التي تتمتع بحق النقض وبالتالي تمّ رفض المشروع.
وقد استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة.
وكان التصويت كما يلي:
التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الجزائري:
تأييد: 12 عضوا
معارضة: الولايات المتحدة
امتناع عن التصويت: المملكة المتحدة وسويسرا.
وكان ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة, السفير عمار بن جامع حث في كلمة قبل عملية التصويت, أعضاء مجلس الامن على قبول دولة فلسطين عضوا دائما في الامم المتحدة, مؤكدا أن "هذا أضعف الايمان لنسد الدين الذي علينا تجاه شعب فلسطين وعلى أنه يجب معالجة الظلم التاريخي و يجب إعادة التوازن إلى ميزان العدالة".
وقال السيد بن جامع في كلمة خلال عرضه المشروع الجزائري لقرار مجلس الأمن الذي يوصي بقبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة, "باسم بلدي الجزائر, والمجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وعدد لا يحصى من البلدان الأخرى المحبة للسلام, أقف أمام أعلى جهاز مكلف بصون السلم والأمن الدوليين, لأعرض مشروع القرار المتعلق بقبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة".
وأكد على أن الاعتراف بدولة فلسطين عضو دائم بالأمم المتحدة "يعزز حل الدولتين الذي يتعرض ب
استمرار للتهديد من قبل أولئك الذين يسعون إلى محو الهوية والتطلعات الفلسطينية" . كما اعتبر قبول فلسطين "استثمارا في السلام وحجر الزاوية لحل عادل ودائم يستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
"هذه العضوية ستكرس بشكل قاطع حل الدولتين الذي تواصل سلطات الاحتلال الوقوف ضده علنا, وستشكل رفضا لمحاولاتها لمحو الشعب الفلسطيني وتدمير الدولة الفلسطينية وكل آفاق السلام", يضيف الديبلوماسي الجزائري.
واستطرد في السياق :"نقولها بصوت عال, إن المجتمع الدولي يقف معكم يا فلسطين, لا نزال ثابتين في التزامنا بإقامة دولة فلسطينية مسالمة وذات سيادة ومستقلة, ويجب معالجة الظلم التاريخي و يجب إعادة التوازن إلى ميزان العدالة".
وأكد السيد بن جامع على أن فلسطين تفي بجميع معايير العضوية في الأمم المتحدة, على النحو الذي حدده الآباء المؤسسون في الميثاق, حاثا كل عضو بالمجلس على دعم مشروع القرار.
بالمقابل, اعتبر السيد بن جامع "عدم القيام بذلك (...) إنكارا لهذا المجلس ذاته لمسؤوليته", مضيفا أن "عدم التصرف هو خطأ جسيم لا يغتفر وأن عدم الاستيقاظ اليوم, هو رخصة لاستمرار الظلم والإفلات من العقاب".
وأختم بما قاله رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون: "لقد آن الأوان لفلسطين أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة, على الرغم من أن أراضيها لا تزال محتلة. لن نتخلى عن هذه القضية, ولن نرتاح حتى يتحقق هذا الهدف".