من بلاد الثوري العظيم سيمون بوليفار فينزويلا حيث يعقد المؤتمر السنوي السنوية لجنة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار، تعالت أصوات الدول والشعوب التي تؤيد حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وهو ما أربك ممثل المغرب الذي لم يجد ما يداري به عار بلاده وما يدحض به الحجج الدامغة سوى سيل الهراء والأكاذيب التي لم يتعود عليها الجميع فحسب، بل صاروا يبغضون سماعها.
فمن مداخلة كوبا وبوليفيا وتيمور - ليشتي وفنزويلا وأنغولا وبليز وجنوب أفريقيا مرورا بنيكاراغوا وزمبابوي وإيران والمكسيك وصولا لقبلة الثوار الجزائر التي صبت كلها بلا لبس في تأييد حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره، وفي تعبيرها القوي عن التزامها بتنفيذ القرار 1514 والضرورة المطلقة للتعجيل بعملية إنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة في أفريقيا.
وفي مداخلته خلال أشغال هذا المؤتمر، استدل السفير عمار بن جامع بمجموعة من الحجج القانونية والسياسية والحقائق التاريخية التي لا يمكن وقفها واضعا النقاش حول الصحراء الغربية في إطاره الأصلي: عملية إنهاء الاستعمار غير المكتملة.
وأمام الحقائق التي قدمها السفير بن جامع الثابتة والتي لا يمكن دحضها، ارتبك ممثل المغرب، عمر هلال، الذي لم يجد ما يرد به سوى التناقضات التي لا مكان لها في اجتماع يضم من المناضلين في سبيل الحرية ما لم يكمن يتوقعه.
ونظرا لافتقاره الواضح إلى الحجج، وشعوره بالحرج من الوجود الجزائري في كل مكان، وكمحاولة يائسة منه لجر الحديث إلى خارج إطاره، تجرأ عمر هلال على التشكيك في دور الجزائر في مجلس الأمن في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليأتيه الرد المفحم من السفير بن جامع الذي ذكر بأن للفلسطينيين والصحراويين قاسما مشتركا، ألا وهو العيش تحت وطأة الاستعمار، وأن يكافحوا ضد الاضطهاد وأن يناضلوا من أجل تحرير شعوبهم وأراضيهم.
وأضاف بن جامع "لقد أقسمنا بالفعل على أن الجزائر ستعمل بعزم على القيام بدورها، المعروف والمعترف به، كمتحدث باسم الشعوب المضطهدة ومن لا صوت لهم" قبل أن يتابع "جئنا إلى هنا إلى هذا المؤتمر الأممي بشأن إنهاء الاستعمار للمطالبة، مرة أخرى، بحق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية".
وذكر بن جامع بالطعنة في ظهر الفلسطينيين، وهي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تبادل الاعتراف بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، جلاد الفلسطينيين، معتبرا هذا الاتفاق خيانة لقضية الشعب الفلسطيني سيمقتها التاريخ إلى الأبد ومؤكدا أن تصريحاته لا تنطبق بطبيعة الحال على الشعب المغربي الشقيق الذي يستحق الاحترام، والذي يعترف له بأنه غير مسؤول عن تصرفات سلطاته.