أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أنّ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا بالذخيرة الحية التي أطلقتها قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة تضاعفت 3 مرات تقريبا منذ 7 أكتوبر 2023 مقارنة بالأشهر العشرة السابقة.
في تقريره لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي (أوتشا)، أفيد أنّ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية التي أطلقتها قوات الإحتلال منذ عشرة أشهر، بلغ 1411 إصابة.
وأفاد التقرير بأنه في الفترة ما بين السابع أكتوبر 2023 والثاني عشر أوت 2024، استشهد 594 فلسطينياً في الضفة الغربية، بما فيها (القدس الشرقية)، بالإضافة إلى اثنين ارتقيا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها قبل السابع أكتوبر 2023.
وقال التقرير إنّ من بين هؤلاء، 577 شخصاً استشهدوا على يد قوات الاحتلال الصهيوني، و10 على يد المستوطنين، وسبعة ما يزال من غير المعروف ما إذا كان الجناة من القوات الاحتلال أم المستوطنين، مضيفاً أن هناك أكثر من 100 حالة احتجزت فيها قوات الاحتلال الصهيوني جثث فلسطينيين.
وتشهد مناطق الضفة الغربية المحتلة اقتحامات مستمرة من قوات الاحتلال، ما أسفر عن اعتقال الآلاف الفلسطينيين وارتقاء مئات الشهداء، بالتزامن مع عدوان مدمر على قطاع غزة، خلف عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.
يُشار إلى أنّ جيش الكيان الصهيوني، أقدم فجر السبت، على قصف مدرسة "التابعين"، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وأقرّ الجيش الصهيوني بقصفه المدرسة، زاعما أنه قتل مقاومي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما نفته الحركتان بشدة، واتهمتا تل أبيب بمحاولة تبرير المجزرة.
وكان المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، كشف الأربعاء عن قيام جيش الاحتلال الصهيوني بقتل 2100 طفل رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن العامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في قطاع غزة منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية في السابع أكتوبر 2023.
وذكر المرصد أنّ عدد الأطفال الفلسطينيين، سواءً الأطفال الرضع أو الأطفال عموماً، الذين قتلهم الجيش الصهيوني مُفزع وغير مسبوق في التاريخ الحديث للحروب، ويعبّر عن نمط خطير وقائم على نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة باستهدافهم وأطفالهم على نحو متعمد ومنهجي وواسع النطاق دون توقف منذ عشرة أشهر، وبأكثر الطرق وحشية وأشدها فظاعة.
وأكّد أنّ عدّة أطفال تقطّعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الصهيوني شديد التدمير على تجمعات المدنيين، وبخاصة المنازل والمباني والأحياء السكنية ومراكز الإيواء وخيام النازحين قسراً، بما يشكّل انتهاكاً صارخاً لقواعد التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وذكر المرصد ذاته أنّ فريقه الميداني وثّق، الثلاثاء، مقتل طفلين رضيعين، وهما توأم لم يتجاوز عمرهما الأربعة أيام، حيث قُتلا مع والدتهما وجدتهما في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنّ الجيش الصهيوني يمتلك تكنولوجيا متطورة، وهو يعلم في كل مرة يستهدف فيها منزلاً أو مركز إيواء من داخله من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، ومع ذلك يقصفها بصواريخ وقنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة، متعمّداً بذلك إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وإحداث الإصابات الشديدة، بدلالة النمط المتكرر والمنهجي وواسع النطاق للاستهداف الصهيوني للمدنيين في قطاع غزة، والأسلحة شديدة التدمير والعشوائية، بخاصة ضدّ المناطق ذات الكثافة السكانية المدنية المكتظة.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أن حالة الرضيعين المذكورين، هي حالة متكررة، فيومياً يسجّل ضحايا من الأطفال وبينهم أطفال رضع.
وأكّد أنّ العشرات من أطفال الأجنّة كانوا قُتلوا في المستشفيات نتيجة انقطاع الأكسجين والكهرباء وغياب الرعاية واستهداف المستشفيات على مدار العشرة أشهر المنقضية.
وأسفر العدوان الهمجي على غزة إلى حد الآن، عن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن العشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع أكتوبر 2023، لا يزال الكيان يحظى بدعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسية تقدمه دول غربية، تتقدمها الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.
واتهم وزير دفاع الكيان، يوآف غالانت، رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، بعرقلة التوصل إلى صفقة مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وتقول المعارضة وعائلات الأسرى إنّ نتنياهو لا يرغب في إبرام اتفاق، لخشيته من انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب وإسقاط الحكومة إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب على غزة.
وحوّل الكيان قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شحّ شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الكيان الصهيوني الحرب متجاهلاً قراري مجلس الأمن بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
ويتحدى الكيان طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.