الحرب في أوكرانيا: 4 تطورات ميدانية متسارعة وردود الفعل تتوالى

أوكرانيا
24/02/2022 - 14:33

شهدت أحداث حرب أوكرانيا تسارعًا لافتًا على أربعة صُعُد، ففيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية "تعطيل 74 هدفا أرضيا أوكرانيا بما في ذلك 11 مطارا جويا وقاعدة بحرية"، أعلنت الولايات المتحدة أنّ "العالم سيحاسب موسكو"، بينما سارع الاتحاد الأوربي إلى فرض "عقوبات على موسكو"، فيما دعت الصين جميع الأطراف إلى "التحلي بضبط النفس، دون أن تخفي هذه الأخيرة تحميل أمريكا مسؤولية تأجيج الأوضاع".

جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية هذا الخميس، أنّه بفعل ضربات موسكو" تمّ تعطيل 74 هدفًا أرضيًا من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك 11 مطارًا جويًا و3 مواقع قيادة وقاعدة بحرية و18 منظومة صواريخ من طراز "S-300" ونظام دفاع الجوي من طراز M1"، كما أكدت الوزارة إسقاط مروحية عسكرية أوكرانية وأربع طائرات هجومية مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي2"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك.

في المقابل، أكدت أوكرانيا "سيطرة القوات الروسية على مطار أنتونوف في جوستوميل قرب العاصمة كييف"، وذلك بحسب تقارير إعلامية.

وقال بوتين إنّ "الدول الرائدة في حلف “الناتو” تدعم النازيين الجدد في أوكرانيا، مضيفاً: “ليس لدى روسيا فرصة بخلاف الدفاع عن نفسها، وسوف تستخدمها”.

بايدن : "العالم سيحاسب روسيا"

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، صباح اليوم الخميس، إنّ “صلوات العالم في هذا الظرف  مع الأوكرانيين”، وذلك تزامنًا مع إعلان الرئيس الروسي بدء عملية عسكرية في أوكرانيا.

وقال بايدن: “أراقب الوضع من البيت الأبيض، وسأتحدث إلى نظرائي في مجموعة السبع اليوم الخميس”، مشيرًا إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “اختار حربًا مع سبق الإصرار، وستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية”.

وتابع: “روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم. العالم سيحاسب روسيا”.

وقال الرئيس الأميركي إنّ قادة مجموعة السبع وحلفاء أميركا سيفرضون عقوبات قاسية على روسيا، مضيفا أنّ بلاده ستواصل تقديم المساعدة لأوكرانيا.

وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن مع الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ لإدانة “هجوم روسيا المتعمّد والأحادي وغير المبرر” على أوكرانيا، ومناقشة الرد المنسق للحلف، وفق بيان الخارجية.

وبحسب بيان وزارة الخارجية، ناقش الأطراف المزيد من الخطوات لضمان أمن الحلفاء، وخصوصاً على الجناح الشرقي لحلف “الناتو”.

الصين: "ينبغي التحلي بضبط النفس"

دعت الصين، كل الأطراف حول أوكرانيا إلى التحلي بضبط النفس، مؤكدة ان الوضع يمر بلحظة “حرجة“.

وقال ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جيون، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي إنّ “باب الحل السلمي للنزاع لم يغلق بالكامل بعد”، مؤكدا أن بلاده ستواصل دفع محادثات السلام قدما، وترحب بكل الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي”.

وأضاف: “في السياق الحالي، يجب على جميع الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس وتجنب المزيد من تصعيد التوتر. نعتقد أن باب الحل السلمي للمشكلة الأوكرانية لم يغلق بالكامل. ولا ينبغي أن يكون كذلك”.

وشدّد الدبلوماسي الصيني، على أن بلاده “تدعم جميع الجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا”، مؤكدا أن الصين قلقة للغاية.

الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم الروسي

فيما ندد الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، بما اعتبره “هجوما بربريا” من قبل روسيا ضد أوكرانيا، مهددا بفرض مزيد من العقوبات ضد موسكو، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي مع مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “الاتحاد الأوروبي يدين بشدة هذا الهجوم البربري الذي سيؤدي إلى مقتل العديد من الضحايا الأبرياء”.

وأضافت “بوتين يعيد الحرب إلى أوروبا والاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا”، منوهة “لاحقا سنقدم عقوبات واسعة لقادة الدول الأعضاء في اجتماع اليوم تستهدف الاقتصاد الروسي والتكنولوجيا وسنضعف روسيا وسنجمد أصول روسيا المالية بالاتحاد”.

من جهته، قال بوريل “هذه من بين الأوقات الحالكة التي تعيشها أوروبا والاتحاد الأوروبي سيرد على أفعال روسيا وسيناقش المجلس الأوروبي لتبني عقوبات أقوى لم نفرض مثلها من قبل لأنها مسألة حياة أو موت”.

وتابع بوريل “سنعمل على دعم عاجل لأوكرانيا في هذه الأوقات، وندعم إخراج بعثاتنا الأوروبية من أوكرانيا بسبب الهجوم الروسي”.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن "البنى التحتية العسكرية للقواعد الجوية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية توقفت عن العمل"، وأوضحت في بيان للوزارة أنّ “البنى التحتية العسكرية للقواعد الجوية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية توقفت عن العمل”.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنّ "حرس الحدود الأوكراني لم يبد أي مقاومة ضد الوحدات الروسية"، وكانت الوزارة قد صرحت في وقت سابق من اليوم، بأنها "لن تقوم بتوجيه ضربات صاروخية أو جوية أو مدفعية على المدن الأوكرانية".

وأعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنّ روسيا نفذت ضربة للبنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، مؤكداً تطبيق الأحكام العرفية في جميع أنحاء أوكرانيا.

وقال في رسالة عبر الفيديو مخاطباً الشعب الأوكراني: “هذا الصباح، أعلن الرئيس بوتين عن عملية عسكرية خاصة في دونباس. نفذت روسيا ضربات على بنيتنا التحتية العسكرية، وعلى حرس حدودنا. سُمع دوي انفجارات في العديد من مدن أوكرانيا، ونحن نطبق الأحكام العرفية في جميع أنحاء الدولة”.

وتابع: “أجريت محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وبدأت الولايات المتحدة بحشد الدعم الدولي. المطلوب منا هو الهدوء، إذا أمكن، ابقوا في المنزل. نحن نعمل. قطاع الأمن والدفاع بأكمله في أوكرانيا يعمل. ونحن مستعدون لأي شيء، وسنهزم الجميع”.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ العالم يجب أن ينشئ “تحالفا مناهضاً لبوتين”، من أجل “إجبار روسيا على السلام”، وذلك عقب بدء موسكو عملية عسكرية ضد بلاده.

وتابع زيلنسكي: "روسيا نفذت ضربة على البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، مؤكدا أنه تم تطبيق الأحكام العرفية في جميع أنحاء أوكرانيا".

وطلب قادة جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، دينيس بوشيلين وليونيد باشنيك، من الرئيس الروسي المساعدة في "صدّ العدوان من القوات المسلحة الأوكرانية، لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين ومنع وقوع كارثة إنسانية في دونباس".

وتصاعد الوضع في دونباس في الأيام الأخيرة، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين  عن تعرضهما لقصف كثيف من قبل قوات الأمن الأوكرانية، وأعلنت قيادات الجمهوريتين إجلاء مؤقت للمواطنين إلى روستوف الروسية.

ووقّع الرئيس فلاديمير بوتين، الإثنين الماضي، "مرسومي الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، إضافة إلى اتفاقيتي الصداقة والتعاون مع رئيسي الجمهوريتين"، كما "وافق على إرسال قوات حفظ سلام إليهما إذا دعت الضرورة ذلك"، على حدّ تأكيده.