أكد الخبير في شؤون الأمم المتحدة، عبد الحميد صيام، أن مجلس الأمن الدولي يعاني من عجز مزمن في أداء وظيفته الأساسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين. وفي حديثه بمناسبة الذكرى الـ79 لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ، قال صيام: "استخدام الدول الكبرى لحق النقض (الفيتو) أدى إلى تعطيل المجلس عن حل النزاعات".
وشدد صيام في برنامج ضيف الدولية لإذاعة الجزائر الدولية على أن حق النقض (الفيتو) الذي تستخدمه الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا يعطل اتخاذ قرارات حاسمة. وأوضح أن هذا التعطيل بات واضحاً بشكل خاص في ظل الأزمات الحالية، مثل الوضع المتأزم في غزة، حيث استخدمت الولايات المتحدة الفيتو أربع مرات لمنع صدور قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، مما أسفر عن تصاعد أعمال العنف وزيادة معاناة المدنيين.
ورغم النجاحات التي حققتها الأمم المتحدة في مجالات حقوق الإنسان والتنمية، إلا أن صيام أشار إلى أن هناك حاجة ملحة للإصلاح. فقد حققت المنظمة تقدمًا ملحوظًا في القضايا الإنسانية، مثل مكافحة الفقر وتعزيز حقوق المرأة والطفل، إلا أن تعارض المصالح بين القوى الكبرى يحول دون تحقيق الأمن الفعلي.
وأكد صيام على أهمية توسيع مجلس الأمن ليشمل دولًا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يتطلب تعديلات في الميثاق ومواءمة بين المصالح المتضاربة. وأشار إلى أن الإصلاحات ليست عملية سهلة، حيث يجب أن تحظى بموافقة الدول الخمس دائمة العضوية، مما يجعل من الصعب تحقيق التوافق.
في الختام، شدد صيام على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لإصلاح مجلس الأمن لضمان استقرار السلم والأمن الدوليين. وأكد أن غياب التوافق بين الدول الكبرى يعزز حالة عدم الاستقرار، مما يجعل من الضروري أن تقوم الأمم المتحدة بدورها التاريخي في حل النزاعات وحماية حقوق الإنسان.