أكد الدكتور بوبكر عبد القادر، أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي، على أهمية الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقمة العربية-الإسلامية في الرياض، والتي ألقاها وزير الخارجية، مشددًا على التزام الجزائر بإعادة طرح مسألة العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأوضح الدكتور بوبكر في برنامج ضيف الدولية لإذاعة الجزائر الدولية، أن موقف الجزائر يرتكز على ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما يتماشى مع الشرعية الدولية، حيث أشار إلى أن القضية الفلسطينية تتجاوز الجوانب الإنسانية أو الأمنية، لتتعلق بحقوق سياسية أساسية. كما بين أن سعي الجزائر لدعم هذا المطلب في مجلس الأمن يأتي رغم العراقيل التي يواجهها، أبرزها استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الذي يحول دون تقديم التوصية للعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكر الدكتور بوبكر أن التطورات الأخيرة، وخاصة تزايد الحصار والانتهاكات، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية أصبحت الوسيلة الأساسية لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، في ظل محاولات بعض الأطراف الدولية لتقويض الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة. وأشاد بدور الجزائر في تعزيز هذا المسعى عبر التركيز على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو ما أيدته محكمة العدل الدولية في قرارها لعام 2004 بخصوص عدم شرعية الجدار العازل.
كما شدد الدكتور بوبكر على أهمية التحول في مخرجات القمة العربية الإسلامية، لاسيما مع التوجه نحو دعم المقاومة، مشيرًا إلى أن المقاومة لا تحتاج إلى جيوش عربية بقدر ما تحتاج إلى دعم قانوني ومعنوي. واعتبر أن الأحداث الأخيرة، سواء في غزة أو جنوب لبنان، أظهرت صمودًا لافتًا في مواجهة إسرائيل، ما يعزز موقف المقاومة.
وفي سياق التحولات السياسية الأمريكية، حدث الدكتور بوبكر عن احتمالية توجه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البحث عن حل سياسي للوضع، لأن الحل العسكري أثبت فشله، وللمساعدة في إنقاذ نتنياهو سياسيًا.
كما أعرب عن أمله في أن يكون هناك توجه جاد لإيقاف العدوان وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وأكد على دور الجزائر في تثمين الإنجازات الفلسطينية، مركّزًا على الانتصارات السياسية والقانونية التي حققها الشعب الفلسطيني، رغم الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بكل غزة.