أشاد الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور رشيد علوش بإنجازات الجزائر خلال ترؤسها شهر جانفي لمجلس الأمن الدولي مؤكدا أنها مثلت خير تمثيل قارة إفريقيا والدول العربية ، حيث نجحت الدبلوماسية الجزائرية في طرح ملفات محورية على طاولة مجلس الأمن، أبرزها القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان، وسوريا، واليمن، وليبيا والسودان، إلى جانب أزمات أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، وكولومبيا، فضلًا عن قضايا مكافحة الإرهاب في إفريقيا.
وقال علوش لدى استضافته هذا الأحد في برنامج "ضيف الدولية" للقناة الإذاعية الدولية إن عهدة رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي كانت ثرية وجد إيجابية رغم الأزمات والتغيرات الجيوسياسية التي رافقتها مؤكدا أن الجزائر وفت بالتزامها بملف الترشح الذي رفعته لنيل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي حيث قادت 37 اجتماعا منذ ترؤسها المجلس منها 9 اجتماعات تخص إفريقيا و16 اجتماعا يتعلق بالشرق الأوسط.
وعدد ضيف الدولية إنجازات الجزائر على رأس مجلس الأمن الدولي بداية بتزامنه مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بناء على معركة دبلوماسية خاضتها الجزائر طيلة سنة داخل مجلس الأمن من أجل وقف حرب إبادة الكيان الصهيوني للفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة وتصدت لمحاولة الكيان الصهيوني تفكيك وكالة أونروا كما شددت الجزائر على ضرورة إعادة بناء الدولة السورية من طرف الشعب السوري وأن لا يكون هناك تدخل أجنبي داخل سوريا.
وخلال عهدة الجزائر أيضا, عقد اجتماع وزاري رفيع المستوى من أجل التنسيق والشراكة بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وتحديد الأساليب العملية للاستفادة من خبرة مجلس الأمن وجامعة الدول العربية في منع الصراعات وحلها وكيف يمكن لمجلس الأمن وجامعة الدول العربية تطوير آليات أكثر فعالية لتنفيذ قرارات المجلس.
وفي الشأن الإفريقي أكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية أن الجزائر لم تحد عن عقيدتها المدافعة عن مصالح دول القارة الإفريقية وطرحت تصورا لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، الذي ارتكز على معالجة الجذور الإجتماعية والإقتصادية لهذه الظاهرة إلى جانب التدابير الأمنية كما ظهر الدور الجزائري جليا في معالجة ملف الأزمة السودانية والكونغو الديمقراطية.
كما حققت الجزائر إنجازا مهما -يضيف المتحدث ذاته- على الساحة الدولية حيث تمكنت من انتزاع موافقة تاريخية تسمح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإعادة استثمار الأصول الليبية المجمدة في المنظمات المالية الدولية.
وأضاف علوش أن الجزائر رافعت من أجل تطبيق كامل لقرارات الشرعية الدولية وعدم تجزئتها ، وهي إنجازات تؤكد جهود الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة في المنطقة العربية والإفريقية، وإيصال صوت القارة إلى العالم.