أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن شهر رمضان هو شهر الانتصارات منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأفضل دليل على ذلك غزوة بدر. وأوضح أن علينا اليوم استلهام العبر من التاريخ والاستفادة من السيرة النبوية، أو ما يسمى بفقه السيرة، إذ تعلمنا غزوة بدر أن الغلبة لا تكون بالسلاح أو العتاد أو كثرة الجنود، بل بقوة الإيمان وإرادة الشعوب التي لا تُقهر.
وأضاف الدكتور مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، خلال استضافته هذا الاثنين في برنامج "فوروم الأولى" للقناة الإذاعية الأولى، أن الصراع بين الحق والباطل، وبين الفئة المؤمنة والفئة الكافرة، كان قائماً منذ فجر التاريخ، وقد تجلّت هذه التحديات في تاريخ الجزائر، لا سيما في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، الذي لم يلتزم بوعوده في الحفاظ على الدين والثقافة، بل عمل بكل الطرق لضرب الهوية الوطنية للشعب الجزائري وطمس دينه وعقيدته. وأكد أن هذا الصراع لا يزال قائماً حتى اليوم.
وأشار الدكتور زيد الخير إلى أن الجزائر، في ظل التحديات الراهنة والصراع الإيديولوجي القائم مع فرنسا، تعتمد على مؤسساتها الدينية، مثل وزارة الشؤون الدينية، والمجلس الإسلامي الأعلى، وجامع الجزائر، والتي تلعب دورًا هامًا في تحصين البلاد من محاولات التأثير الأجنبي وحماية المجتمع من الأفكار الدخيلة.
أما عن دور المجلس الإسلامي الأعلى، فقد أكد رئيسه أنه يسعى لحماية الدين من التوظيف السياسي والعقائدي، من خلال تعزيز الفهم المتوازن للإسلام، وإبراز قيم التسامح والإنسانية والخيرية التي يحملها. كما شدد على أهمية ترقية الفكر الديني بما يضمن الأمن العقائدي ويواجه الأفكار الهدامة، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني يمثل جوهر التواصل لنقل رسالة الإسلام، وتوجيه الناس، وإرشادهم، وتحفيز الضمائر، خاصة في ظل الغزو الفكري الذي يشهده العالم اليوم.
وفي ختام حديثه، أشاد السيد مبروك زيد الخير بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الجزائر، بلد الشهداء والأمجاد، تظل ثابتة في مواقفها الداعمة للقضايا العادلة. كما أشار إلى علاقاتها المتميزة مع مختلف الشعوب، خاصة الإفريقية والإسلامية، واستغلالها لإرثها التاريخي ومكانتها الدولية للمساهمة في محاربة العنف والتطرف في العديد من الدول والمجتمعات.
المصدر: ملتيميديا الاذاعة - م. نايت مالك