الإذاعة الجزائرية
أكد رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، أبا الحيسن، أن الجرائم الانتقامية التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي بحق المدنيين الصحراويين العزل في المناطق المحتلة وصلت إلى مستويات خطيرة، تستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي، وفي مقدمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية (واص).
وفي رسالة بعث بها إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر, لفت الحيسن انتباه المنظمة الدولية إلى تصاعد الاعتداءات الممنهجة التي تنفذها قوات الاحتلال المغربي ضد النشطاء الحقوقيين والصحفيين والمدونين، معتبرا أن استمرار الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات يشجع الاحتلال على التمادي في ممارساته القمعية.
وذكر الحيسن أن الوضع في السجون المغربية بات أكثر خطورة، حيث يواجه المعتقلون السياسيون الصحراويون، وعلى رأسهم مجموعة "أكديم إزيك", ظروفا مأساوية تنعدم فيها أدنى مقومات الكرامة الإنسانية، مشيرا إلى أن هؤلاء المعتقلين تعرضوا لمحاكمات جائرة وصدرت بحقهم أحكام قاسية دون أي احترام لمعايير العدالة الدولية، وهو ما أكدته تقارير المراقبين الدوليين.
كما قال أن احتجاجات المعتقلين على سوء أوضاعهم قوبلت بتجاهل تام من سلطات الاحتلال، رغم الإضرابات المتكررة عن الطعام التي خاضوها للمطالبة بحقوقهم المشروعة، لافتا إلى أن عائلات المعتقلين تعاني أيضا من التعسف والحرمان من الزيارة، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.
وفي هذا السياق، أكد الحيسن أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبة بالخروج من دائرة الصمت واتخاذ موقف واضح إزاء الجرائم المغربية في الصحراء الغربية، داعيا اياها إلى القيام بزيارات ميدانية عاجلة للمعتقلين الصحراويين داخل السجون المغربية، وللمناطق المحتلة لرصد الجرائم اليومية التي يتعرض لها المدنيون.
وأشار إلى أن استمرار الصليب الأحمر في التذرع بالعراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال لعدم التدخل يعد تبريرا غير مقبول، ويضع المنظمة أمام اختبار حقيقي لمصداقيتها.
واختتم الحيسن رسالته بالتشديد على أن الشعب الصحراوي لن يتراجع عن المطالبة بحقه في تقرير المصير، مؤكدا أن صمود المعتقلين وعائلاتهم سيظل شاهدا على الظلم التاريخي الذي يتعرض له الصحراويون، وعلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المأساة.
