أكد الدكتور رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، أن تنظيم تمرين "سلام شمال إفريقيا" في الجزائر بمشاركة دول الجوار الإقليمي، يُعدّ دليلاً قوياً على تنامي الوعي الجماعي بأهمية التكتل لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.
وقال الصيداوي خلال برنامج "ضيف الدولية" الذي تبثه إذاعة الجزائر الدولية، إن التمرين العسكري المشترك الذي جمع كلاً من الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، الصحراء الغربية ومصر، يعكس توافقاً استراتيجياً بين هذه الدول، التي يجمعها تاريخ مشترك في مقاومة الاستعمار وتجربة مؤلمة مع الإرهاب، وهو ما يعزز إرادة جماعية لبناء مقاربة أمنية داخلية ومستقلة.
الأمن القومي مسؤولية مشتركة.. والتدخلات الأجنبية تغذي الإرهاب
وشدد الصيداوي على أن المقاربة التي تعتمدها الجزائر في إدارة الأزمات الإقليمية، والمبنية على الحلول السياسية الداخلية ورفض التدخلات الخارجية، تمثل نموذجاً يُحتذى به. وأضاف أن القوى الاستعمارية السابقة لا تزال، وفق تعبيره، تغذي الجماعات الإرهابية وتعرقل أي حلول دائمة للأزمات.
وأشار المتحدث إلى تجربة الجزائر الناجحة في الوساطة بين الفرقاء الماليين، والتي أثمرت اتفاق سلام شامل قبل أن تعيد أطراف خارجية إشعال الأزمة في البلاد، معتبراً أن الجزائر شكّلت عبر السنوات صمام أمان لدول الساحل الإفريقي في مواجهة التغلغل الفرنسي.
غياب المغرب عن التمرين.. وتداعيات التطبيع مع الكيان الصهيوني
وفي سياق متصل، علّق الدكتور الصيداوي على غياب المغرب عن تمرين "سلام شمال إفريقيا"، معتبراً أن ذلك يعكس تحوّلاً خطيراً في سياسات الرباط، خصوصاً بعد توقيعها اتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني، شملت تعاوناً عسكرياً واستخباراتياً وصفه بـ"التحالف الاستراتيجي الموجه ضد الشعوب العربية والإفريقية".
وقال الصيداوي إن إدخال قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي في شمال إفريقيا والساحل، ويعد خرقاً لميثاق الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي. ولفت إلى أن البواخر الأمريكية المحمّلة بالأسلحة، التي تدعم الاحتلال في اعتداءاته على غزة ولبنان وسوريا، باتت ترسو في الموانئ المغربية، في حين رفضت دول أوروبية مثل إسبانيا ذلك.
وأضاف أن ما تقوم به المغرب اليوم من تحالفات أمنية مع الكيان الصهيوني هو خيانة صريحة لقضايا الأمة، ومواقف بعض الدول الأوروبية والإفريقية كانت أكثر شرفاً وكرامة من مواقفها.
الجزائر.. ركيزة الاستقرار في شمال إفريقيا
وختم الصيداوي تصريحه بالتأكيد على أن الجزائر، بمواقفها الثابتة، تمثل اليوم ركيزة أساسية لحماية الأمن القومي في شمال إفريقيا، مشيداً بجهودها المتواصلة لتعزيز السلم والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية - إسلام بلقيروس فيسة