المفتاح: عرض واعد في المسرح الوطني هذا السبت

يقدّم مسرح بجاية الجهوي، هذا السبت (بدءاً من الـ 19.00 سا)، مسرحية "المفتاح" التي تشرّح عميقاً جراح الإبادة المستمرة بغزة.

وسيتسنى لعشاق المسرح مواكبة تجربة طاقم بجاية على خشبة المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشتارزي".  

ويشكّل العرض الشرفي اعلاناً عن تعاطٍ متجدّد للمايسترو زياني شرفي عياد مع المراكحات رفقة المخضرم محمد بورحلة.

وشدّد بورحلة على أنّ العمل يمثّل التفاتة إلى الإبادة الجماعية في غزة.

ونوّه بورحلة إلى مناقشة تجربة "المفتاح" لإشكالية الغيرية وسط صعود اليمين المتطرف.

وأحال بورحلة على ما يعانيه المهاجرون على وقع اتساع إيديولوجية الاستعلاء.

وذكّر بورحلة أنّ مشكلة الآخر لا تزال كما كانت قلب الصراع الدرامي منذ زمن سوفوكليس، مسجّلاً أنّ الفلسطيني مضطهد بامتياز.

ولاحظ بورحلة أنّه "مع البشاعة المرتكبة صار الصمت عاراً"، منبّهاً: "بدأوا بفلسطين وسيصلون إلينا".

وأوعز: "لا يمكن تقديم أجوبة في عمل واحد".

وتابع صاحب "الفالوذج" و"يوم قبل القيامة"، أنّ "المفتاح هي للتنديد بما يقع"، و"تُظهر موقف الفنان الجزائري مما يحدث".

وأورد بورحلة أنّ "المفتاح" تتعلق بـ "مسرح ملتزم" وليس "مسرحاً دعائياً".

وأرجع بورحلة خوضه إلى رغبته رفقة زياني في تفكيك السردية الصهيونية

وقال: "أردت جعل غزة والضفة وأخواتها محطة للعصيان المعرفي في مواجهة العنف المعرفي الحاصل".

وانتهى إلى أنّ "المفتاح هي صرخة، هي شاهد، هي سلاح ضدّ الصهيونية".

الغضب لا يكفي

كشف زياني شريف عياد أنّه قبل "المفتاح"، كانت "الدعوة" (2023)، وأحال على أنّ التجربة الجديدة هي تفكيك لحالة "اللاإنسانية".

وطرح توصيف الصهاينة للعرب كــ "حيوانات".

ونبّه إلى أنّ المسرح رجع صدى لما يحدث، والغضب غير كافٍ في مواجهة تفاقم محذور الاستعلاء.

وأضاف: "الصهاينة ظلوا يروّجون لمزاعم أنّهم ضحايا".

وربط مخرج تجربة "قالوا العرب قالوا" (1983)، ما تقدّم باتساع النزعة النيو استعمارية.

وباستياء عميق، انتقد زياني حضور غزة في المشهد، بقوله: "كم هو عدد المسرحيات حول غزة منذ السابع أكتوبر؟".   

وعلّق الفنان إبراهيم شرقي أنّ مسرحية "المفتاح" تثير إشكالية وجودية وتحضّ على استرجاع انسانيتنا.

من جانبها، شدّدت المنتجة والفنانة نضال الجزائري، على أنّ "المفتاح" تلفت إلى الغصّة الغزاوية التي يتابع العالم بشاعاتها منذ سنتين.  

مساءلة الهوية والذاكرة

"المفتاح" مسرحية من ثمانية مشاهد، وهي مستوحاة من نص "الدعوة" للكاتب محمد بورحلة.

وجاء في الوثيقة التقديمية لمسرح بجاية الجهوي، أنّ "المفتاح عمل مسرحي جريء يزاوج بين الدراما، الموسيقى والباليه".

وتراهن "المفتاح" على إعادة مساءلة الهوية والذاكرة، وجعل فلسطين قلب الحدث ورمزًا للمقاومة والأمل.

والمفتاح ليس مجرد عنوان، بل رمز عناد أسطوري وإصرار على العودة، وشاهداً على مقاومة الأمل للرعب والتزييف.

البطاقة الفنية لـ "المفتاح"

-  تأليف: محمد بورحلة

- إخراج: زياني شريف عياد

- مساعدة الإخراج: تونس آيت علي

-  سينوغرافيا: زين الدين خطاب

- موسيقى: سلسبيل بغدادي

- كوريغرافيا: سليمان حابس

إنتاج: المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح – بجاية

بدعم من: وزارة الثقافة والفنون