أكد المحلل السياسي حكيم بوغرارة أن المحاور التي تطرق إليها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية السيد أحمد عطاف خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس الثلاثاء تمس الملفات ذات الأولوية بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية بدءا من القضية الفلسطينية والصحراء الغربية ومالي مبرزا في السياق ذاته الدوافع والضرورات والاعتبارات التي جعلت الجزائر تصوت لصالح مشروع القرار الأمريكي الذي اعتمد ما يسمى بخطة السلام في غزة.
وأبرز حكيم بوغرارة لدى استضافته هذا الأربعاء ضمن برنامج "ضيف الدولية" عبر أمواج إذاعة الجزائر الدولية أن الموقف الجزائري جاء في إطار سياقات القضية الفلسطينية بعد أن وافقت الفصائل الفلسطينية على المبادرة الأمريكية وبالموازاة مع السياقات المحلية والإقليمية والدولية التي ترى أن القرار فيه الكثير مما قد يخدم القضية الفلسطينية خاصة بعد التعديلات التي أدخلت عليه.
وأضاف قائلا " الجزائر من خلال مفاوضات كبيرة جدا استطاعت أن تعدل مرتين في مشروع القرار الأمريكي الذي طرح على مجلس الأمن وفي آخر المطاف هذا المشروع الذي عدلته الجزائر يفتح أفق الحل السياسي للصراع القائم في فلسطين ويمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته ."
وأكد المحلل السياسي حكيم بوغرارة أن المتمعن في تفاصيل هذا القرار على الأقل ظرفيا سيمكن من خلال إدخال المساعدات الإنسانية وتثبيت وقف إطلاق النار لأننا إذا لاحظنا من خلال المنظور الصهيوني نجد أن القرار لم يعجبهم بل شكل إحباطا كبيرا في الداخل الصهيوني لأنه سيمنع نتنياهو من مواصلة الإبادة والتهجير في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
وفي ذات السياق فإن الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية والخذلان والعمالة والخيانة الحاصلة لاتتيح هامش مناورة كبير ة في هذا القرار ويجب أن نذكر بأن فصائل المقاومة الفلسطينية قبلوا بمبادرة ترامب ولم تعلق الجزائر احتراما للشأن الداخلي الفلسطيني."
وشدد ضيف الدولية الأستاذ بوغرارة على أن مشروع القرار لاقى إجماعا فالكثير من الدول العربية التي شاركت في قمة شرم الشيخ هي من طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة أن يحال مشروع القرار على مستوى مجلس الأمن لإستصدار قرار يكون ملزما لهذه الأطراف وحتى السلطة الفلسطينية طالبت بذات الشيء وبالتالي الجزائر لن تحيد في آخر المطاف عن الموقف العربي المطالب بذات الأمر.
وبخصوص الأقلام والأبواق التي تترصد الجزائر وتلومها على التصويت على هذا المشروع قال بوغرارة "الجزائر لم تطبع مع الكيان كما فعل الكثيرون ولم تتفرج ولم تتخاذل ولم تخون لم ولن تتخلى عن موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ."
قرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية مكسب كبير ويحافظ على الثوابت
وبخصوص ملف الصحراء الغربية حيث تحدث وزير الخارجية السيد أحمد عطاف عن القرار الأخير الذي اعتمده مجلس الأمن - القرار 97-27 أكد المحلل السياسي حكيم بوغرارة بأن وزير الخارجية السيد أحمد عطاف قد أبرز بأن ملف الصحراء الغربية لم يطو ولا يزال مطروحا أمام الأمم المتحدة والأكيد أن مجلس الأمن لم يعتمد الأطروحات المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي وأن القرار المعتمد من مجلس الأمن قد حافظ في مضمونه على جميع ثوابت قضية الصحراء الغربية مؤكدا في السياق ذاته على أنه مكسب كبير لقضية الصحراء الغربية فهو يتضمن اعترافا بجبهة البوليساريو.
أما عن الملف المالي الذي كان من بين الملفات التي تحدث عنها وزير الخارجية السيد أحمد عطاف وتطرقه إلى ما تشهده مالي من تعاظم الأخطار الإرهابية التي بلغت مستويات غير مسبوقة فقد شدد ضيف الدوليه بدوره على حتمية الرجوع إلى المسار السياسي لتفادي الكوارث المحدقة داعيا الأخوة في مالي من أجل الرجوع إلى المسار السياسي وإلى اتفاق الجزائر الذي كان برعاية أممية وليس مقترح أو محاولة فرض أمر واقع جزائري على المالي.
الإذاعة الجزائرية











