مشري: ندعو لمراجعة المخطط الوطني للفلاحة للتأقلم مع ظاهرة الجفاف

حلف الله مشري
25/11/2025 - 10:22

أعرب خلف الله مشري، الأمين الوطني بالاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، عن تفاؤله الكبير بموسم الأمطار الأخير، مؤكداً أن ذلك سيُسهم في إعادة الأمل للفلاحين، خاصة منتجي الحبوب الذين تأثروا بشدة بالتغيرات المناخية وشحّ الأمطار خلال السنوات الماضية، لاسيما في المناطق الغربية والهضاب العليا كولاية سطيف وبرج بوعريريج، وهما من أهم المناطق المنتجة للحبوب في الجزائر.

وكشف مشري في تصريحات ،هذا الثلاثاء، ضمن برنامج "ضيف الصباح"للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية عشية إحياء الذكرى السنوية ال 51 لتأسيس الاتحاد عن عقد لقاءً مع الوزير الأول، سيفي غريب، خلال الأيام الأخيرة، لطرح انشغالات الفلاحين، خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها منتجو الحبوب ،وتبع هذا اللقاء اجتماع آخر مع وزير الفلاحة والتنمية الريفية بهدف إيجاد حلول استعجالية للمساهمة في بناء منظومة غذائية وطنية أكثر صلابة.

وأوضح أن التعليمات وُجهت إلى المديريات الفلاحية  والمؤسسات البنكية  للإسراع في تزويد الفلاحين بالأسمدة والبذور، خاصة أن الموسم الفلاحي انطلق بصعوبة بسبب الضائقة المالية التي واجهت عدداً كبيراً منهم بعد خسائر الموسم الماضي، مبرزا أن قطاع الفلاحة في الجزائر واعد و صار يجذب الكثير من  الشباب في السنوات الأخيرة خاصة مع توفر برامج الدعم والتكوين.

اقتصاد الماء… معركة المستقبل

وأكد مشري أن التغيرات المناخية فرضت واقعاً جديداً، مشيراً إلى أن مناطق شمال البلاد، التي كانت تُعرف برطوبتها، أصبحت اليوم شبه جافة  حيث دعا إلى  التعبئة من أجل "ربح معركة اقتصاد الماء" عبر استغلال كل قطرة مطر، والاعتماد على محطات تصفية المياه المنزلية في السقي الفلاحي، انسجاماً مع توجيهات رئيس الجمهورية.

وأضاف قائلا ، "الخيار اليوم  يكمن في التوجه  نحو إنشاء محيطات فلاحية جديدة محاطة  بموارد مائية كبيرة، واللجوء إلى السقي التكميلي للحبوب، خصوصاً بعد قرار الدولة توفير العتاد المخصص لهذا النمط من السقي بشكل مجاني تقريبا  في المناطق المخصصة لزراعة الحبوب."

ضرورة تغيير المخطط الفلاحي القديم

وانتقد مشري استمرار العمل بمخططات فلاحية قديمة تعود إلى ما قبل 2005، مؤكداً أنها “لم تعد تتماشى مع الواقع المناخي الجديد”، خصوصاً وأن الموسم الفلاحي لم يعد يبدأ فعلياً في أكتوبر بسبب تأخر الأمطار.

وشدد ضمن هذا السياق على ضرورة اعتماد مخططات فلاحية جديدة تستند إلى معطيات علمية حديثة، وتوجيه الجهود نحو البحث عن مصادر جديدة لتوفير مياه السقي وكذا استعمال النباتات المقاومة للجفاف و العودة إلى الأصناف المحلية الموروثة من الأجداد ،وذلك بالتعاون مع معاهد البحث في الهندسة الفلاحية.

رفع الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي

وقال مشري إن الفلاحين مستعدون للمساهمة في رفع الإنتاج لتحقيق الأمن الغذائي، لكن استمرار الزرع دون حصاد لم يعد مقبولاً ودعا إلى تبني مقاربة تقنية أكثر جدية، خاصة في المناطق التي تعاني الجفاف في الغرب والهضاب العليا.

كما شدّد على ضرورة رفع البيروقراطية وتسهيل وصول الفلاحين للأسمدة والعتاد وإعادة هيكلة الإدارة الفلاحية ودعم اقتناء العتاد الفلاحي الذي يقل عمره عن خمس سنوات، مؤكدا على  أن كل دول العالم تدعم فلاحيها، وأن السلطات العمومية في الجزائر تبذل جهوداً كبيرة لبناء قاعدة فلاحية قادرة على ضمان الأمن الغذائي لأكثر من 45 مليون نسمة.

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية