كشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، هذا الاثنين، عن 3 متغيرات مكّنت هيئته من تصنيع فعل انتخابي متكامل، مشيرًا إلى أنّ الرقمنة والتشريع الجديد ومصداقية التعامل مع المتنافسين والناخبين والمؤطرين، وفّرت أرضية جديدة تسمح بتنظيم شفّاف للانتخابات المحلية المقررة في 27 نوفمبر الجاري.
لدى نزوله ضيفًا على برنامج "حديث الساعة" في إذاعة "جيل أف أم" الشبابية"، نوّه شرفي إلى أنّ اقتراع تجديد المجالس البلدية والولائية يشكّل خطوة جديدة على درب الوعي ورفع التحدي عبر شعار "تريد التغيير ... أبصم وأتمم"، مطمئنًا بالقول إنّ السلطة حريصة على التنظيم بفعالية ومصداقية وشفافية وتحسين هذه المقاييس في الانتخابات المقبلة.
وذكر رئيس سلطة الانتخابات أنّ الجالية ورغم أنّها غير معنية بالانتخابات المحلية، إلاّ أنّها معنية بشكل غير مباشر عبر الوكالات، مشيرًا إلى سحب "1158 ملف ترشح للمجالس الشعبية الولائية، منها 877 ملفًا لفائدة 48 حزبًا معتمدًا و281 ملفًا لفائدة قوائم مستقلة"، في حين تم إحصاء "22.325 ملف ترشح" للمجلس الشعبية البلدية.
وأفاد المسؤول الأول عن السلطة أنه تم سحب "13.698.013 استمارة فردية للاكتتاب خاصة بالمجالس البلدية والمجالس الولائية، وفي السياق ذاته، تمّ إيداع 1.100.634 ملفا للمجالس الولائية، حازت 66 بالمائة منها على القبول.
وأشار شرفي إلى أنّه تمّ تخصيص خمس فقرات يومية عبر ست قنوات للتلفزيون العمومي وخمس قنوات للإذاعة الوطنية وهذا للمرة الأولى، مع تحديد 3 دقائق لكل تدخل.
ويقدّر الحجم الساعي بـ 318 ساعة بالنسبة للتلفزيون و315 بالنسبة للقنوات الاذاعية الوطنية و1564 ساعة في القنوات الاذاعية المحلية، فيما بلغ الحجم الساعي الكلي 2197 ساعة خلال فترة الحملة الانتخابية.
وفي إطار التسهيلات الموفّرة للمرشحين، سيكون بالإمكان تسجيل حصص التعبير المباشر، بالنسبة للقوائم البعيدة عن العاصمة، على مستوى أستوديوهات الإذاعات المحلية بمكان تواجدها لتجنب عناء التنقل لمسافات بعيدة.
أما فيما يخص عملية القرعة، فقد منحت قوائم المترشحين، إلكترونيًا، رقما تعريفيًا وطنيًا موحدًا من 1 إلى 100 بالنسبة للأحزاب السياسية ومن 101 وما يليها لقوائم المترشحين المودعة بعنوان قوائم مستقلة.
وتدرج هذه الأرقام التعريفية الوطنية الموحدة في ورقة التصويت للقائمة المعنية والأماكن المخصصة لإشهار الترشيحات.
جعل اختيارات الناخبين في مأمن
قال شرفي إنّ انتخابات 27 نوفمبر تأتي كحلقة أخرى في سلسلة الإصلاحات المؤسساتية الشاملة النابعة من التزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمام الشعب، والتي استهلت بمراجعة الدستور، مرورًا بانتخاب مجلس شعبي جديد وتنصيب مختلف الهيئات ذات الثقل، على غرار المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب وقريبا المحكمة الدستورية وهي كلها محطات الغاية منها "إيصال الجزائر إلى بر الأمان والاستجابة للتغييرات المأمولة من طرف المواطنين".
تكريس مفهوم التغيير
أحصى رئيس سلطة الانتخابات 48 حزبا من مختلف الأطياف، قامت بسحب ملفات الترشح تحسبا لهذه الانتخابات، وكشف محمد شرفي عن اكتساح ستة أحزاب لأزيد من ألف بلدية، في وقت ثمّن "ديناميكية" حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) عبر حضوره في أكثر من 15 ولاية تحسّبا للمشاركة في اقتراع تجديد المجالس البلدية والولائية المقرّر في 27 نوفمبر الحالي.
وأعلن شرفي عن سحب 22674 ملفا وإحصاء 400 ألف مسجل، موضّحًا أنّ 1116 ملفًا خاصًا بالترشح لانتخابات المجالس الولائية تم سحبها، منها 853 ملفا لـ 48 حزبًا معتمدًا، فيما تم سحب 263 ملفًا آخر في إطار القوائم المستقلة.
وبخصوص المجالس الشعبية البلدية، أكد شرفي أن عدد الملفات التي تم سحبها يقدر بـ 21558، منها 19741 ملفًا لخمسين حزبًا معتمدًا، بينما تم سحب 1817 ملفًا لتأسيس قوائم حرة.
وقال شرفي إنه تم تسجيل زيادة في عدد الناخبين بعد المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية لانتخاب أعضاء المجلس الشعبي البلدي والولائي بـ 164286 ناخبًا وذلك بعد شطب سيما المتوفين من القوائم ليصل العدد الإجمالي إلى "24 مليون 589 ألف و475" ناخبا.
وذكر المسؤول ذاته، أنه تم سحب "8 ملايين 928 ألف و134" استمارة اكتتاب التوقيعات الفردية في صالح قوائم المترشحين لانتخاب أعضاء المجلس الشعبي البلدي والولائي، مشيرا إلى أنّ القوائم التابعة لـ 47 حزبًا سحبت "8 ملايين و131 ألف 524" استمارة اكتتاب، في حين سحبت القوائم المستقلة 796 ألف و610 استمارة اكتتاب.
ورأى شرفي أنّ الانتخابات المحلية المقتربة تعد بطعم خاص، في ظلّ توفر "المشاركة القوية" و"الشحنة التنافسية"، مشيدًا بثقة رئيس الجمهورية التي اعتبرها بمثابة تشجيع لمهام هيئة الانتخابات، على نحو يمكّنها من غربلة قانونية وأخلاقية للترشيحات والمضي قدمًا في تطهير القوائم الانتخابية من مصادر المال الفاسد.