كل طرق التعاون معبدة بين الجزائر وروما

الجزائر وايطاليا
25/05/2022 - 19:04

تتميز العلاقات بين الجزائر وايطاليا بطابع خاص، توليها الجزائر اهتماما متميزا، ففي الأمس القريب المتمثل في العشرية السوداء  حسب سجل الدبلوماسية الجزائرية، لم تكن هناك من دولة أوروبية وقفت إلى جنب الجزائر مثلما فعلت إيطاليا وليس غريبا ذلك عن هذا البلد الذي ساند الجزائر في ثورة التحرير.

 ومن قبيل الإعتراف بالجميل،أطلقت الجزائر اسم انريكو متيي، مؤسس الصناعة البترولية الإيطالية والمناضل المناهض للاستعمار وصديق الثورة الجزائرية، على أنبوب الغاز العابر للبحر المتوسط (Transmed) الذي يربط البلدين منذ سنة 1983 مرورا بتونس، كما أنه الأنبوب الذي سمح للجزائر بأن تصنف كثاني مورد للسوق الإيطالية بحصة تقدر ب 22 بالمئة.

 وفي اقل من ستة اشهر شهدت العلاقات الجزائرية الإيطالية تبادلا للزيارات على أعلى مستوى ، بدءا من زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر شهر نوفمبر 2021 مرورا بزيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الجزائر شهر أفريل الفارط ،وصولا إلى  زيارة رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون اليوم إلى إيطاليا .

هذه الزيارات على هذا المستوى في مدة زمنية قصيرة ،تؤكد أن البلدين لا تقرب بينهما الجغرافيا فحسب ، فهناك تقارب وتطابق في وجهات النظر إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك والملفات المتحركة في المنطقة الجنوبية للمتوسط كالملف الليبي والوضع في منطقة الساحل.

 كما يؤكد مستوى الزيارات هذا التوجه الجديد للجزائر، في بناء تعاون اقتصادي مع شركاء جادين يقدرون مبدأ حسن الجوار.

 وهو ما ابرزته الدورة الأولى للحوار الإستراتيجي (آلية تشاور تأسست في ديسمبر 2020) انعقدت في روما بتاريخ 29 مارس الماضي، أكدت  أن الشراكة بين إيطاليا والجزائر شاملة، مع عمق كبير في العلاقات في قطاعات متعددة.وهو ما تدركه إيطاليا التي هي بحاجة إلى تواجد فعال في الجزائر خاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشتقات البترول  حسب المستشار الدولي في الاستثمار محمد سعيود.

محمد سعيود  مستشار دولي في الاستثمار 
 

وتبقى اللبنة الأساسية في التعاون الاقتصادي بين إيطاليا والجزائر حسب رئيس غرفة الصناعة والتجارة الجزائرية الطيب شباب، تتمثل في قطاع الطاقة كمثال حي للشراكة القوية و لدورالجزائر كمورد موثوق للمحروقات بالنسبة لإيطاليا منذ عقود طويلة، إضافة إلى مجال المقاولاتية فالمؤسسات الإيطالية في الجزائر تفوق 200 مؤسسة، تنشط في الأشغال العمومية الكبرى والصناعة والتجهيزات والماكينات.

اليب شباب  رئيس غرفة التجارة والصناعة 

و بلغت المبادلات التجارية بين البلدين, بفضل قربهما الجغرافي  8,5 مليار دولار سنة 2021, مسجلة ارتفاعا كبيرا مقارنة بسنة 2020 حيث بلغت قرابة 6 مليار دولار, حسب أرقام وزارة التجارة و ترقية الصادرات.

المصدر :  نعمان بن سراي / ملتيميدبا الإذاعة الجزائرية