قال الخبير في الشؤون الاقتصادية حمزة بوغادي،هذا الخميس، إن الجزائر حاليا ينظر إليها كوجهة وقبلة جديدة لتعزيز الإمدادات الطاقوية خاصة للدول الأوروبية حيث أن بلادنا لها سمعة طيبة وموثوقة في هذا المجال بشهادة تقريبا كل الدول الأوروبية.
وأضاف حمزة بوغادي لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى بالقول " إن الجزائر ككل الدول تبحث عن استعادة البريق في المجال الاقتصادي خصوصا في التحركات الخارجية مؤخرا، وهذا برز جليا في الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مؤخرا لاسيما الاتفاقيات التي أبرمت في الزيارة الأخيرة لتركيا والتي مست جميع المجالات ".
وإضافة إلى البلدان التي زارها رئيس الجمهورية _يقول الخبير الاقتصادي-" إن إيطاليا وبحكم موقعها الجغرافي وامتدادها الطبيعي وبحكم العلاقات الثقافية والتاريخية التي تربط البلدين لديها علاقات سياسية ممتازة مع الجزائر، وهو ما جعلها شريكا رئيسيا هاما للجزائر.
وبلغة الأرقام ذكر ضيف الأولى "أنه هناك تقارب تجاري بقدر بحوالي 10 مليار دولار ، حيث تعتبر إيطاليا الزبون الأول للجزائر فيما يخص الصادرات (الغاز والمحروقات) والرابط الاقتصادي الوثيق عن طريق أنبوب الغاز الذي يمول إيطاليا لتلبية حاجياتها ب 35 بالمائة.
وعاد ضيف الصباح إلى الإتفاق الذي تم توقيعه من قبل رئيسي مجمعات النفطية الإيطالية ومجمع سوناطراك والذي يهدف إلى تضافر جهود الشركتين، وزيادة 9 مليار متر مكعب من الغاز المصدّر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي “ترانسمد”. كما تسمح هذه الاتفاقية للشركتين بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق. وذلك لسنة 2022-2023 وفقًا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار.
كما قال بوغادي " أن إيطاليا الآن في مرحلة إعادة بناء اقتصادي كبير وفي رحلة بحث عن مصادر جديدة للطاقة حيث تريد هذه الأخيرة أن تكون الخزان الفعال الجديد في الساحة الطاقوية الأوروبية وبالفعل ستستفيد من العلاقات التي تربطها بالجزائر مؤكدا أن الشق الطاقوي يلعب دورا كبيرا في التفاوض والتوجه الإيطالي خصوصا أن النسيج الاقتصادي الإيطالي فيه تشابه كبير بينه وبين النسيج الاقتصادي الوطني على غرار الدول الأخرى.
وأضاف المتحدث أن إيطاليا تستغل قربها من الجزائر ومن العلاقات الاقتصادية وتوزع نشاطها خصوصا في الزراعة والفلاحة بفعل المقومات الضخمة التي تمتلكها الجزائر من شساعة المساحة ومن حيث الأراضي جاهزة الاستغلال آنيا أو الأراضي التي يمكن استصلاحها بملايين الهكتارات إضافة إلى القدرات المائية المياه الجوفية أو مياه البحر وأيضا إمكانية الجزائر على الإستحواذ على احتياطي هام من العملة الصعبة وهذا الشيء يحفز دائما المستثمرين الأجانب.
وفي السياق ، ذكر الخبير الاقتصادي، أن الجزائر تمتلك انتاجا هاما من المواد الفلاحية كالصناعات التحويلية الغذائية وهذا يعتبر -حسب- محورا رئيسيا للتوجه الجديد للاقتصاد الوطني ، إلى جانب توفر المعادن بكل أنواعها في الجزائر مما أدى للتوجه لصناعات التعدين على سبيل المثال مشروع غار جبيلات .
وأضاف قائلا "بفعل المصادقة على قانون الاستثمار سيكون هناك الكثير من المفاوضات لاستقطاب الكثير من الاستثمارات مشددا على الإسراع في توفير الأدوات من منظومة مالية ورقمنه القطاعات لاستقطاب التدفق الاستثماري والمالي من الدول وخصوصا دولة إيطاليا وللاستفادة أيضا من التجربة الإيطالية في تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فهي تعتبر الحصان الرابح بالنسبة للجزائر.