قال الكاتب المغربي, علي أنوزلا, هذا السبت، إنّ "عدم اكتراث رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش بمعاناة المغاربة جرّاء غلاء الأسعار, وحدة حالة الجفاف التي يعرفها البلد, أججت غضب الشارع المغربي", وحذّر من عدم احتواء غضب الشارع المغربي أو التنبؤ بمآلاته.
في مقال له بجريدة "العربي الجديد", تحت عنوان "الحكومة السائلة في المغرب", أوضح أنوزلا أنّ من يتأمل واقع المغرب اليوم, "سيجد حكومة افتراضية لا يربطها بالواقع سوى كمية النقد الموجه إليها بعد أن وضعت نفسها, إذلالاً وليس اختياراً, في موقع ممتص الصدمات", معتبراً أنّ هذه الحكومة "تفتقد إلى أدنى حس سياسي (...)".
في السياق ذاته، أبرز الكاتب المغربي الانتقادات التي تلاحق عزيز أخنوش, المثير للجدل منذ أن كان أقوى وزير داخل الحكومة السابقة, والذي شهد خلال نحو 9 أشهر من عمر الحكومة الحالية, ثاني حملة انتقادات واسعة على وسائط التواصل الاجتماعي, تطالب برحيله من رئاسة الحكومة, بسبب الارتفاع المهول في الأسعار ولكونه صاحب أكبر شركة توزيع محروقات في المغرب استفادت من الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات.
وأضاف أنوزلا أنّ "هذا الوضع الملتبس لرئيس الحكومة غير المبالي, ورجل الأعمال, أجّج غضب الشارع المغربي, خصوصا على وسائط التواصل الاجتماعي, الفضاء الوحيد المسموح فيه بالاحتجاج حتى إشعار آخر, لصب جام غضبه على عدم اكتراث الحكومة ورئيسها بمعاناة المغاربة (...)".
ومما زاد الطين بلّة, وفق الكاتب المغربي, "غياب الحكومة ورئيسها ستة أيام شهدت فيها عدة مناطق شمال المغرب اشتعال عدة حرائق, ما نتج عنه تدمير آلاف الهكتارات من الغابات وتهجير آلاف السكان من عشرات القرى التي حولتها الحرائق إلى رماد".
وأشار إلى انه في الوقت الذي شهدت فيه منصات التواصل الاجتماعي حملات تضامن وتعاطف واسعة مع المتضررين من الحرائق, اختار أخنوش وأحد وزرائه حضور حفل افتتاح أحد المهرجانات الصيفية في مدينة رئيس الحكومة, ليتلقى "وابلاً من الغضب والانتقادات لغياب حسّه السياسي, أو لعدم اكتراثه بما يعاني منه المواطنون الذين يفترض أنه يرأس الحكومة التي تمثلهم".
ويرى أنوزلا أنّ المغاربة أصبحوا يعيشون اليوم "مرحلة تفكك القيم السياسية, بعد الانتقال إلى مرحلة السياسة السائلة, وهي مرحلة تحلل المفاهيم الصلبة المتعارف عليها, والتحرر من كل القيم والأعراف النبيلة التي تجعل من العمل السياسي فعلاً نبيلاً عندما يكون في خدمة الشعب وفي مصلحة البلاد".
وقال: "نجد أنفسنا اليوم أمام حكومة هدفها الأساس إخضاع مواطنيها لسلطة التسليع والاستهلاك في وقت يغيب فيه دور الدولة الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأخلاقي, لتترك المواطن في مواجهة تحولات السوق, خاضعاً لسلطتها وخادما لأغراضها, وهو ما يؤدي إلى تنامي القلق الجماعي الذي تعبّر عنه حملات الانتقاد على شبكات التواصل الاجتماعي للحكومة ولرئيسها".
ونبّه علي أنوزلا إلى أنّ "الخوف الكبير هو الاستهتار بهذا القلق, وعدم الاكتراث بما يسببه من عدم اطمئنان لدى الفرد", محذّراً من أن "يتحول هذا القلق الجماعي إلى هلع لا يمكن إدارته أو التحكم فيه عندما يخرج عن سيطرة الفرد ويتجاوز قدرة أدوات الضبط والمراقبة والعنف الخاضعة لسلطة الدولة على احتوائه أو التنبؤ بمآلاته".