قالت الكاتبة والحقوقية المغربية جميلة سعدون، اليوم الثلاثاء، إنّ مواطناتها تتحملنّ القسط الأكبر من النتائج الكارثية لسياسات المخزن, ما نتج عنه زيادة في الفقر وتنامي البطالة, مشيرة إلى أنّ غياب مسؤولية الدولة ساهم في استفحال أمراض غير قابلة للعلاج.
في مقال للكاتبة نشر على الصفحة الرسمية للحركة النسوية لمناهضة الهيمنة وكافة أشكال الاستقلال (مساواة), تحت عنوان "الأوضاع الاجتماعية والقانونية للنساء بالمغرب", أوضحت الكاتبة أنّ السياسات الليبرالية التي تبنتها الدولة المخزنية دفعت إلى "تحمل النساء للقسط الأكبر من نتائجها الكارثية بتقليص النفقات العمومية و ارتفاع الأسعار ونهب المال العام".
ونتج عن هذه السياسات, تضيف جميلة سعدون, "زيادة الفقر وتوسع الهشاشة وتنامي البطالة من 13.8 % إلى14.7 %, وتقلص مشاركة النساء في الأنشطة الاجتماعية بـ 25 %", مشيرة إلى أنّ البرامج التي اتخذتها السلطات المغربية "لم تستطع التخفيف من وطأة هذه الأوضاع, أو تحقيق الجزء اليسير من الأهداف المعلنة، بل ساهمت هذه البرامج, وفقها, "في تدني المستوى التعليمي وتوسع الفوارق الطبقية وانتشار الأمراض وانخفاض مستوى الوعي, مما فرض على النساء الانخراط في العمل داخل قطاعات يسودها الاستغلال المفرط, طول ساعات العمل, والأجور المنتقصة, وانعدام الحماية الاجتماعية".
ولدى تطرقها لواقع تعليم المرأة في المغرب, قالت ذات الحقوقية : "لازالت النساء تعاني الأمية, 47.6 % كإحصاء عام و64.5 % في الوسط القروي", أما في مجال الصحة, فرصدت ذات المتحدثة "اختلالات كبرى داخل القطاعات التي تمس النساء", مبرزة أن عدد الوفيات وصل إلى 112 حالة في كل 100000 ولادة, ويرتفع العدد في القرى إلى 148 حالة, كما أشارت إلى أنّ النساء القرويات لا تحظين بأية متابعة طبية خلال الحمل أو قبل الولادة", حيث يلد النصف منهن داخل المنازل نظرا لغياب المستشفيات وعدم توفر إمكانيات التنقل.
ونبّهت سعدون إلى أنّ المغرب يسجل حالات للإجهاض يوميا وبشكل سري داخل المصحات أو خارجها (ما بين 600 وألف حالة)، كما أبرزت جميلة سعدون أن "تدمير الرعاية الصحية وغياب مسؤولية الدولة ومسلسلات الخصخصة قد ساهم في استفحال أمراض فقدان المناعة المكتسبة والسرطانات"، مسجّلة أنّ التغيرات المناخية في المغرب, كالفيضانات التي عرفتها المناطق الجنوبية, زادت من معاناة المرأة, بعد هدم منازل بكاملها وتشريد نساء وأطفال.
في هذا الإطار، استدلت بالحرائق التي عرفتها مؤخرا منطقة العرائش, والتي قضت على العديد من المنازل وأزهقت العديد من الأرواح. ناهيك عن موجات الجفاف التي دفعت بالعديد من النساء إلى البحث عن الماء, وقطع عشرات الكيلومترات للحصول على ما يكفي لتروية عطش أسرهن أو إلى الاحتجاج عبر ما بات يُعرف بـ "مسيرات العطش".