احتفال أممي هذا الإثنين باليوم الدولي لإزالة الأسلحة النووية 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
25/09/2022 - 15:14

تحتفل الأمم المتحدة هذا الاثنين باليوم الدولي لإزالة الأسلحة النووية، والذي يوافق 26 سبتمبر من كل عام.

في رسالته بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش : "إننا، في هذا اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، نرفض الادعاء بأن نزع السلاح النووي حلم يستحيل تحقيقه،فالقضاء على هذه الأسلحة الفتاكة ليس ممكنا فحسب، بل إنه ضروري". 

وأضاف غوتيريش : "في وقتنا هذا الذي يشهد انقساما جيوسياسيا متزايدا وانعداما للثقة وأشكالا سافرة من العدوان، نجد أنفسنا معرضين لخطر نسيان العبر المفزعة التي تعلمناها من هيروشيما وناغازاكي  والحرب الباردة، ومهددين بخطر التسبب في كارثة هائلة على الصعيد الإنساني".

وقال: "في أوت الماضي، أوشكت أطراف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في مؤتمرهم الاستعراضي العاشر، على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نتيجة  جوهرية. ومع أن تلك اللحظة الفريدة لم تشهد التوصل إلى النتيجة التي نحن في أمس الحاجة إليها، فإننا نحث جميع الدول على استخدام كل سبل الحوار والدبلوماسية والتفاوض لتخفيف حدة التوترات والحد من المخاطر". 

وشدّد على ضرورة الحاجة إلى رؤية جديدة لنزع السلاح النووي وعدم الانتشار النووي. وقال: "تضمنت خطتي الجديدة المقترحة للسلام دعوة إلى نزع سلاح ذي مغزى وإلى التوصل إلى فهم مشترك للتهديدات المتعددة الماثلة أمامنا حتى نتمكن من القضاء المبرم على التهديد النووي إلى الأبد". 

وأكد الأمين العام في رسالته أنّ إزالة الأسلحة النووية من الوجود ستكون "أعظم  هدية" يمكن تقديمها للأجيال القادمة. "دعونا، في هذا اليوم الهام، نلتزم بصياغة توافق جديد في الآراء حول نزع فتيل التهديد النووي إلى الأبد وتحقيق السلام الذي هو غايتنا المشتركة". 

وتقول الأمم المتحدة إنّ تحقيق نزع السلاح النووي العالمي يعد أحد أقدم أهدافها، وكان موضوع القرار الأول للجمعية العامة في عام 1946، والذي أنشأ لجنة الطاقة الذرية (تمّ حلها في عام 1952)، مع تفويضها بتقديم مقترحات محددة للسيطرة على الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف إلى الدمار الشامل. 

وقامت الأمم المتحدة بعدّة جهود دبلوماسية لتعزيز نزع السلاح النووي منذ ذلك الحين، وفي عام 1959 أقرت الجمعية العامة هدف نزع السلاح العام الكامل، وفي عام 1978، أقرت الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح كذلك بأن نزع السلاح النووي ينبغي أن يكون الهدف ذي الأولوية في مجال نزع السلاح، وعمل الأمناء العامون المتعاقبون على تعزيز هذا الهدف. 

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه رغم ذلك، يوجد دائما 13.080 ألف سلاح نووي في العالم، ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في بلدان تمتلك أسلحة نووية  أو هي دول أعضاء في تحالفات نووية، واعتبارا من 2017 وبالرغم من وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية، إلا أنه لم يدمر فعليا حتى رأس نووي واحد وفقا لاتفاقية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنه لا تجري أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي. 

ويمثل الاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، حسب الأمم  المتحدة، فرصة للمجتمع العالمي لإعادة تأكيد التزامه بنزع السلاح النووي العالمي كأولوية، كما يوفر فرصة لتثقيف الجمهور وقادته حول الفوائد الحقيقية للتخلص من مثل هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لإدامتها. 

يُشار إلى أنّه في عام 2014، أكدت الجمعية العامة من خلال قرارها 69/58 على ذكرى الاحتفاء باليوم، من خلال دعوة الأمين العام ورئيس الجمعية العامة إلى اعتماد الترتيبات الضرورية للاحتفاء بهذا اليوم، وتهيب الجمعية العامة بالدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، بما يشمل المنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والبرلمانيين ووسائط الإعلام والأفراد، إلى الاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له بالاضطلاع بجميع الأنشطة لتثقيف وتوعية الجمهور بشأن ما تشكله الأسلحة النووية من خطر على البشرية.