تابع الجمهور ليلة الأربعاء بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران العرض الشرفي لمسرحية "ما قبل النور"، التي استذكرت وحشية الاعتداء الإرهابي الذي ارتكبته منظمة الجيش السري الفرنسية بساحة الطحطاحة في قلب الحي الشعبي المدينة الجديدة بوهران قبل نحو ستين سنة.
هذا العمل المسرحي من تأليف وإخراج يحيى بن حمو، تناول جريمة تفجير سيارتين مفخختين بساحة الطحطاحة يوم 28 فيفري 1962 والمصادف لـ 23 من شهر رمضان، في الوقت الذي كان الموقع مكتظًا بالمارة وهم يقتنون مستلزماتهم قبل موعد الإفطار تحضيرًا لعيد الفطر وراح ضحيتها العديد من الجزائريين.
ونوّه بن حمو إلى أنّ "ما قبل النور" تعتبر أول عمل مسرحي يطرح موضوع هذه الجريمة البشعة، مضيفًا أنّ هذه الملحمة أبرزت دور الشخصيات التاريخية والدينية والثقافية التي ناضلت من أجل استقلال الجزائر والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الجزائري والذي حاول الاستعمار الفرنسي طمسها.
وشارك في هذه المسرحية التي أنتجتها فرقة "المسرح الجديد" لوهران، سبعة ممثلين، جسّد كل واحد منهم ثلاثة أدوار، علمًا أنّ الممثلين والتقنيين طلبة من قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 1 "أحمد بن بلة".
وعرفت المسرحية، توظيف ديكور متحرك عبارة عن مكعبات مستوحاة من الموروث الثقافي الجزائري، عبر 12 مشهدًا طرحت ملحمة الشعب الجزائري في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي وجرائم منظمة الجيش السري الفرنسية مع تخصيص مشهد يبرز مختلف المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال لينتهي العرض برفع فوج من الكشافة الإسلامية الجزائرية العلم الوطني بساحة الطحطاحة.
ولتعميق الرؤية الملحمية للعمل، استعان المخرج بالتراث اللامادي من خلال قصائد الشعر الملحون وموسيقى من الطابع الوهراني ممزوجة بالطابع العصري من توقيع محمد عماد الدين حمزاوي مع إقحام حركات كوريغرافية أيضًا.
للتذكير، تحوز فرقة "المسرح الجديد" التي تنشط منذ 2018، ثلاثة انتاجات وهي "أنت ولا أنا"، "مريستان" و"سيد الهو"، وحصلت هذه الأخيرة على جائزة أحسن عرض متكامل بمهرجان المسرح "عمر خلفة" الدولي بتونس.