يستعد مسرح وهران الجهوي "عبد القادر علولة"، لاحتضان أيام وهران الثانية للمسرح المتوسطي من السابع جويلية الداخل إلى غاية الثاني عشر من الشهر ذاته، بمشاركة ست دول عربية وأوروبية.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان مراد سنوسي مدير مسرح وهران الجهوي، أنّ الأخير يعكف على تحضير المحفل الذي تقرر تنظيمه هذه السنة تحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون، صوريا مولوجي، وبمشاركة 6 دول متوسطية هي الجزائر وتونس ومصر وفرنسا وإيطاليا"، فيما ستوقّع دولة فلسطين مشاركتها من خلال محاضرة للباحثة نجلاء نخلي بعنوان "فلسطين فوق الركح".
واعتبر المتحدث أنّ الهدف من هذه التظاهرة "ليس التنافس بين المسرحيين بل إيجاد فرصة لتبادل التجارب والتعاون بين الفاعلين في المسرح على مستوى البحر الأبيض المتوسط، كما نأمل في تعميق البعد المتوسطي لوطننا".
وتتضمن قائمة العروض المبرمجة على خشبة مسرح وهران الجهوي (20.00 سا)، ومن المنتظر أن تشارك الجزائر بعملين، الأول افتتاحي بعنوان "الحلقة" وهو عرض تجريبي تكريمي بمشاركة 24 شاباً هاوياً سيقدّمون تركيباً مسرحياً عبارة عن مقتطفات من مسرحيات فقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة.
أما العرض الثاني فسيكون في ختام التظاهرة ويتعلق بمسرحية "العازب" من إخراج مولاي ملياني محمد مراد والمقتبسة عن رواية "عازب حي المرجان" للشاعرة والروائية ربيعة جلطي، وهي المسرحية التي حازت جائزة أحسن دور نسائي في المهرجان الوطني الـ 15 للمسرح المحترف.
وستحضر تونس في هذه الأيام بمسرحية "حديث التراكن" للمخرج صابر الحامي، ومصر بمسرحية "اعترافات زوجية" للمخرج أحمد فؤاد، أما ايطاليا بمسرحية "الصيف الأخير"، في حين ستشارك فرنسا بالمونودرام الموسوم "طه الذي لم يُحبّه العالم" وهو في الأصل مسرحية كتب نصها الفلسطيني عامر حلحال باللغة العربية، مستلهماً إياه من حياة الشاعر طه محمد علي.
وستخصّص هذه الأيام المسرحية دورة تكوينية من أربعة أيام لفائدة مجموعة من الشباب الهواة القاطنين في مدينة وهران، وهم طاقات واعدة استطاع المسرح الجهوي أن يدمجهم مؤخرا في مشاريع فنية بهدف توجيههم بشكل مفيد وعملي.
وسيتم في هذا الإطار الاستعانة بمخرجي المسرحيات المشاركة لتأطير هذه الورشات وبشكل تطوعي، بالإضافة إلى المخرج المحترف أحمد خوذي الذي سيكون هو الآخر متطوعا في هذه الورشات التكوينية.
تمويل ذاتي ورغبة في التأسيس لمهرجان متوسطي عام 2024
يسعى المنظّمون إلى "ضمان تمويل ذاتي بالاعتماد على إمكانيات مؤسسة المسرح الجهوي ومدى انخراط أصحاب المؤسسات الاقتصادية الذين يتقاسمون مع مدينة وهران الجميلة قيم المواطنة والثقافة بهدف تقديم نسخة متوسطية محترفة ومعاصرة".
وقال سنوسي إنّ المحفل الركحي المرتقب بعد نحو أسبوع، سيكون "مموّلاً ذاتياً، من خلال عائدات بيع تذاكر الدخول والسبونسور"، داعياً لتحويل هذه الأيام إلى مهرجان العام المقبل.
وقال سنوسي إنّ ميزانية التظاهرة تقلّ عن 4 ملايين دينار، موضّحاً: "اعتمدنا أساسا على عائدات بيع تذاكر الدخول للمسرح في الفترة من الفاتح جانفي والفاتح جوان 2023، ثم على السبونسور العمومي والخاص".
وأكد المتحدث أنّ "اعتماد هذه الأيام على الموارد الذاتية هو تصور نابع من توجيهات وتوصيات وزارة الثقافة والفنون، وكذا الجلسات الكثيرة التي عقدت حول المسرح، والتي دعت وأوصت بالاعتماد على التمويل الذاتي في التسيير وإقامة التظاهرات".
في هذا الإطار، أوضح مدير مسرح وهران أنّ الأيام المتوسطية الثانية ستعرف مشاركة ثلاث جمعيات بصفة "تطوعية، تدعيماً منها للتظاهرة، ورغبة منها في أن يكون لوهران مهرجان دولي خاص بالمسرح، بالنظر لكونها مدينة متوسطية كبرى ومعروفة بثقافتها وفنونها، من بينها المسرح".
ولفت في هذا السياق إلى أّن إحدى الجمعيات ستنظم على هامش الأيام زيارات لضيوفها لمواقع تراثية وتاريخية بوهران حتى تعرفهم بتاريخ وثقافة المدينة والجزائر ككل، بينما ستشارك أخرى بالملابس التقليدية الجزائرية الممثلة لمختلف مناطق الوطن للتعريف بها.
وستحضر جمعية ثالثة بفقرات فنية ستقيمها في الساحة المقابلة لمبنى مسرح "عبد القادر علولة"، في حين ستقدم أيضا الحلويات التقليدية المحلية والجزائرية على الضيوف، خلال العروض، كتطوع من عائلات وهرانية في إطار دعمها لهذه التظاهرة".
وأكد سنوسي، أنّ "باستطاعة فريقه تنظيم تظاهرة من مستوى عال في المستقبل، مؤكدا على أهمية أن تؤسس هذه الأيام العام المقبل كمهرجان للمسرح المتوسطي، خصوصا أن وهران مدينة متوسطية ولديها تاريخ كبير في المسرح".