أكد حسام شعيب عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين ورئيس تحرير مجلة "سوريا والعالم"، اليوم الثلاثاء، أنّ تقديم المساعدات الإنسانية حصرياً في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة، ما هو إلاّ مؤامرة لتهجير أهالي غزة قسرا، مشدّداً على أنّ الشعب الفلسطيني سيظلّ متمسكاً بأرضه ولن يغادرها تحت أي ظرف من الظروف.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان شعيب، قوله: "إنّ ما جرى حتى اللحظة في قطاع غزة والضفة الغربية، قد تجاوز حدود العقل وخرق القانون الدولي، لا سيما عندما نتحدث عن اتفاقيات جنيف المتعلقة بقوانين الحرب، وهذا يؤكد على أنّ الكيان الصهيوني يستهدف المدنيين العزل وأنّ غالبية من يدفعون الثمن من الشهداء هم من النساء والأطفال، انتقاماً من المقاومة الفلسطينية".
و أبرز أنّ كل ما يحدث في غلاف غزة من جرائم بحق الإنسانية، يدلّ على أنّ ثمة سيناريو متفق عليه ويقوده الكيان الصهيوني "من أجل الانتقام من المقاومة والشعب الفلسطيني، وكأن الدماء التي أريقت بغزة لم تشبع اللحظة نتنياهو وأتباعه".
واسترسل الباحث الاستراتيجي: "رأينا الانحياز العنصري لهذا الكيان دون أي إدانة أو مساعٍ لوقف إطلاق النار"، مضيفاً أنّ "غاية البعض هو تقزيم القضية والمقاومة الفلسطينية، بل أكثر من ذلك، أراد الكثيرون أن يشوّهوا بكافة الطرق والوسائل صورة حق الشعب الفلسطيني التاريخي في استعادة أرضه والعيش عليها".
وأشار الخبير السياسي إلى أنّ للكيان الصهيوني "هواجس تؤرقه ويريد الخلاص منها، مستتراً وراء عدوانه على قطاع غزة والضفة الغربية، ومن خلال توريط الولايات المتحدة وعدة دول أخرى بتقديمها مساعدات عسكرية. هذا يدلّ على أنّ هناك نوايا جدية غربية صهيونية في توسيع دائرة القتال واستغلال فرصة الانقضاض على عدة دول في المنطقة".
وانتهى المتحدث للتأكيد أنّ الأمة العربية "أمام مرحلة تاريخية قد تجعلها في مشهد جديد. لن أستبق الأحداث قبل وقوعها ولكن في تقديري نحن أمام معركة مفتوحة، هذه المعركة يريد الكيان الصهيوني أن يحوّلها إلى مساومة، بمعنى أنّ الغذاء والكهرباء وأيضاً المساعدات ستكون لصالح فقط من يتوجه إلى جنوب قطاع غزة، أما من يريد البقاء في شمال القطاع واحتضان المقاومة الفلسطينية، فسيحرم من المساعدات ومختلف الخدمات، وهو فعل جبان يدلّ على كيان جبان".