أكدت مجلة الجيش في عددها الاخير أن ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة "غيرت مجرى التاريخ وقضت على أسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر"، مبرزة أن مواقف الجزائر المساندة والداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها "ترسخت من وحي القيم النبيلة التي قامت عليها هذه الثورة".
وأوضحت المجلة في افتتاحيتها لشهر نوفمبر الجاري، تزامنا مع إحياء الذكرى الـ69 لاندلاع الثورة التحريرية، أن عظمة ثورة الفاتح نوفمبر "لا تكمن فقط في التفاف الشعب الجزائري حولها وإنجاز جيش التحرير الوطني لأعمال بطولية أبهرت العالم، بل أيضا في اتفاق الجميع على أنها "غيرت مجرى التاريخ وقضت على أسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر".
ومن وحي "القيم النبيلة التي قامت عليها ثورتنا المجيدة" -تتابع الافتتاحية- "ترسخت مواقف بلادنا المساندة والداعمة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، والتي تناضل وتكافح لأجل تقرير مصيرها وحقها المشروع في التمتع بالاستقلال على أراضيها، مثلما هو الحال بالنسبة للشعبين الشقيقين الصحراوي والفلسطيني".
وبشان القضية الفلسطينية التي تعد إحدى "القضايا المركزية للجزائر، قيادة وشعبا"، أكدت الافتتاحية أن "كل المؤشرات والوقائع تؤكد أن الاحتلال الصهيوني خطط لتصفيتها، وهو ما تعكسه الإبادة الجماعية الوحشية التي يشنها على المدنيين الفلسطينيين، لاسيما الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ وسافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
واضافت أن الاحتلال الصهيوني يقترف بذلك "جرائم حرب وجرائم شنيعة ضد الإنسانية في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي، وفي ظل إعلام غربي منحاز يتعاطى بازدواجية المعايير مع قضية عادلة لشعب يكافح منذ أكثر من 75 سنة لاسترداد حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة".
وأكدت في ذات السياق أن الجزائر التي تعد أول دولة في العالم تعترف بالدولة الفلسطينية حينما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن قيامها من الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر 1988، "لا تزال ثابتة على موقفها المستمد من مبادئ ثورتها المظفرة".
وأكدت مجلة الجيش أن موقف الجزائر هو "وقوف مع الحق ضد التجبر والاضطهاد وسلب الحقوق الوطنية لشعب لم يطلب شيئا سوى العيش بسلام على أرضه، تماما مثلما كان مطلب الشعب الجزائري بالأمس قبل أن يقرر وضع حد للاحتلال وتجاوز الأمر الواقع واتخاذ الكفاح المسلح وسيلة لتحرير البلاد".