بحثت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية برئاسة عبد الله حمدوك، مساء الاثنين، مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وقف النزاع المسلح في البلاد وسبل إيصال المساعدات الإنسانية في البلد الذي يعيش وضعا مزريا منذ منتصف أفريل 2023.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وفداً من التنسيقية برئاسة حمدوك، بحميدتي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في وقت متأخر من مساء الاثنين.
وأتى هذا اللقاء قبل اجتماع مرتقب الأسبوع الأول من جانفي الجاري بين حميدتي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بعد تأجيل لقاء كان مزمعاً بينهما في جيبوتي يوم الثامن والعشرين ديسمبر المنصرم.
وفي تصريحات صحفية، قالت متحدثة القوى المدنية رشا عوض إنّ الاجتماع ناقش المعارك والسلام وركز على قضايا أساسية أولها القضية الإنسانية، إلى جانب كيفية التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين والاتفاق على لجان تقصي الحقائق وتوصيل الإغاثات للمواطنين، كما بحث الاجتماع "السعي الحثيث لوقف الأعمال العدائية والترتيبات السياسية".
وأكدت عوض أنّ الجميع "اتفق على أن الحرب كارثة كبيرة وأن جميع الأطراف تسعى لتحقيق السلام"، كما أشارت إلى أنّ تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تتواصل مع الجيش وقوات الدعم السريع لتحقيق طلبات الشعب السوداني بوقف الحرب"، ونوّهت إلى أنّ الاجتماع سيتواصل اليوم الثلاثاء لمزيد من المشاورات.
يُشار إلى أنّ تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) تضمّ أحزاباً ومنظمات مدنية تكونت بعد اندلاع النواع لتوحيد المدنيين لوقفه.
وفي الخامس والعشرين ديسمبر المنصرم، قال رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إنّه وجّه رسالتين خطيتين إلى البرهان وحميدتي، طلب منهما "اللقاء عاجلا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب".
وخلال الأيام الماضية، استقبل قادة أوغندا يوري موسيفيني وجيبوتي إسماعيل عمر غيلي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حميدتي خلال جولة أجراها غير محددة المدة، في انتظار أن يجتمع الأخير مع البرهان في جيبوتي، في لقاء قد يمهّد لاتفاق بدمج الجيش وقوات الدعم السريع وإمكانية حل الأزمة إذا قدم الطرفان تنازلات دون شروط مسبقة، وفق مراقبين.
وتسعى جيبوتي بتفويض من منظمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، لعقد لقاء على أراضيها بين الطرفين لوضع حد للنزاع المسلح في السودان.
ومنذ منتصف أفريل 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، نزاعاً مسلحاً خلّف أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للتقديرات الأممية.