محللون سياسيون : الجزائر سفيرة للأمن والسلام في منطقة الساحل

حصة
18/01/2024 - 13:43

تطرق محللون سياسيون  إلى الأبعاد الاستراتيجية والديبلوماسية التي رسمتها الجزائر في قارة إفريقيا ، مجمعين على الدور المحوري الذي لعبته  في إرساء أواصر الدعم السياسي والإقتصادي قصد حلحلة الأزمات الداخلية التي تعصف ببعض بلدان إفريقيا من خلال تعزيز وتقوية البنى التحتية لها.

وأوضح المحلل السياسي مصطفى بورزامة اليوم الخميس في برنامج خاص بالقناة الإذاعية الأولى أن الجزائر ، ساعدت عدة دول إفريقية من خلال بناء مؤسسات سياسية ساهمت في تحرر إفريقيا سياسيا، كما لعبت الديبلوماسية الجزائرية دورا في تعزيز التكتل الإفريقي وتقوية البنى التحتية للدول ،  كما دعا إلى وضع استراتيجية حقيقية خاصة بعد تقلد الجزائر مقعدا غير دائم في مجلس الأمن ، مضيفا أنه لابد من امتلاك توجه حقيقي استراتيجي ونظرة استثمارية نحو افريقيا .

بدوره عرج الأستاذ الجامعي عبد الحكيم بوغرارة على العلاقات التي رسمتها الجزائر منذ الثورة التحريرية مع إفريقيا كمتعامل حيوي من أجل قيادة القارة نحو الأحسن خاصة في مجال حركة التحرر والدفاع عن نفسها بغية الإستفادة من خيراتها ، مع دحض كل المؤامرات من الشركات متعددة الجنسيات ومن أنظمة فاسدة ، مضيفا أن الجزائر راهنت على مصالح إفريقيا ودعتمها اقتصاديا وتجاريا وفي استثماراتها بالبنى التحتية بتمويل جزائري من أجل استرجاع السيادة على القرار الإفريقي من خلال الإتحاد الإفريقي والعمل المشترك في الأمم المتحدة .

كما تطرق الى وجود وعي شعبي كبير لدى الشعوب الإفريقية ما جعل الأنظمة الفاسدة في حصار وتحاول خلق وإثارة مشاكل و سوء تفاهم بين الجزائر ومالي  كما تحاول ودون جدوى التشويش على مشاريع الجزائر التي تجسدها مع الدول الإفريقية لأغراض تنموية واقتصادية بأهداف أمنية.

وتحدث عضو البرلمان الإفريقي محمد النظيف عن تجذرات العمق الإفريقي باعتباره من أولويات السياسة الخارجية للجزائر بحكم أن الجزائر تملك وزنا وثقلا استراتيجيا حقيقيا ، ما يتطلب ضرورة التزام الجزائر تجاه افريقيا وتعزيز الشراكات الحقيقية اقتصاديا وأمنيا وسياسيا مع القارة الإفريقية في التكوين والتعليم والأشغال العمومية والنقل لفك العزلة اقتصاديا عن القارة السمراء.

كما أضاف أن الجزائر تمتلك مصداقية كبيرة في حلحلة الأزمات بوسط إفريقيا باعتبارها واسطة لذلك مضيفا بان الجزائر تسعى إلى إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأهمية الاستقرار والأمن في الدول الإفريقية .

واعتبر رئيس جامعة المغيلي الدولية للنيجر عبد المهيمن محمد الأمين ، أن الجزائر هي سفيرة للأمن والسلام في منطقة الساحل كما أبرز دورها الجلي في حل الأزمات الإقليمية في مختلف أنحاء العالم ، "الجزائر اتخذت موقفا صارما كونها عارضت التدخلات الأجنبية العسكرية بالنيجر "، كما دعا إلى تثمين دور الجزائر في زرع الاستقرار أمنيا.

وأشار سيد اعمر شيخنا مدير المركز الإقليمي للأبحاث والإستشرافات ، أن الجزائر دولة كبيرة لها أبعاد ذات عمق استراتيجي متوسطي وصحراوي عربي وإفريقي،  ما أتاح لها قوة كبيرة في المنطقة، منوها  بالثورة الجزائرية التي شكلت حدثا كبيرا و تركت اثارا إيجابية على المنطقة .

كما شدد على وجوب استقرار الأوضاع الداخلية بما ينعكس على السياسات الخارجية ، كاشفا أن الجزائر أبدت موقفا إنسانيا لمختلف القضايا العادلة ، وأن هناك توجهات جزائرية حديثة وحيوية في السياسة الخارجية من خلال فتح المعابر والطرق السيارة في موريتانيا وما تحمله هذه المشاريع من انعكاسات اقتصادية وديبلوماسية وثقافية تفتح آفاقا مهمة، ، ما جعل الجزائر تفرض نفسها في المنطقة الإفريقية كونها تلعب دورا محوريا بشكل كبير مع وجوب التركيز على الطرق الصوفية وعلى التعليم العتيق ، وفتح مزيد من القنصليات وتعميق الثقافة باعتبارها جسور عميقة وقوية تحقق التطور .

موقع الاذاعة الجزائرية/حميد سعدالله