أكد الدكتور نايت قاسي إلياس، عضو المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات التاريخية والحركة الوطنية، بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق أن الاحتفاء باليوم الوطني للشهيد المصادف للثامن عشر من فيفري، ينم عن إرادة الدولة الحاسمة في الوقوف وقفة عز واعتبار وعرفان ووفاء لهؤلاء الشهداء والعمل على تجسيد رسالتهم في بناء جزائر قوية وعصرية من أجل أن يعيش الوطن في كنف الحرية والكرامة.
وقال الدكتور قاسي، هذا الأحد، خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن "إحياء هذا اليوم يجسد واجب الوفاء لتاريخ الشهداء على مر العصور، خاصة وأن الجزائري اشتهر منذ فجر التاريخ بأنه مسالم ومشيد للحضارات، لكنه في نفس الوقت شديد البأس عندما يشعر بزيف ما يعرض عليه من قيم".
وأوضح ممثل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق قائلا "إننا اليوم في حاجة لاستحضار رسالة الشهداء واستلهام العبر منهم في حياتنا اليومية وكل واحد منا يمكن أن يكون أو يتشبه بروح الشهيد مصطفى بن بولعيد في وظيفته أو الشهيد العربي بن مهيدي في مجاله".
وتابع يقول "يتوجب على جيل اليوم أن يستلهم العبر من سيرة الشهداء وقادة الثورة وأن يستحضر هذه الذكرى ليس فقط من حيث لغة الأرقام والاحتفاليات النمطية وإنما أيضا باستحضار أرواح هؤلاء الشهداء وتضحياتهم بغرض تجسيد معاني الوفاء لرسالة الشهداء في حياتنا اليومية والعملية".
كما استطرد قائلا أن "الجزائر هي اليوم قادرة على رفع تحديات العصر عن طريق تضافر جهود جميع أبنائها، وهذا ما تخبرنا عنه التجارب التاريخية وكذلك بيان أول نوفمبر 1954 وكان الخيمة التي التف حولها الجميع لتجاوز مأزق التفرقة والتنافس".
وضمن هذا السياق، أضاف الدكتور قاسي قائلا "إذا كانت الوحدة ضرورية وواجبة إلا أنها لا تف بالغرض بمفردها ويتعين علينا التسلح بالعلم والمعرفة والعمل على استنهاض عبقرية الشعب الجزائري من أجل العمل والمثابرة وتقديم المزيد من العطاء للبلاد".
وثمن ضيف الصباح ما تضمنته رسالة رئيس الجمهورية في اليوم الوطني للشهيد وكذا المسارات وجهود الدولة في مجال التنمية ومنها اهتمامها المتزايد بالتكنولوجيات الحديثة وتكثيف الحظائر التكنولوجية والمشاريع الموجهة لفائدة الشباب وهذا ما سيعزز قدرات البلاد على مواجهة شتى التحديات والرهانات الإقليمية والدولية الشديدة التعقيد".
وبخصوص جهود الدولة للتكفل بالذاكرة الوطنية والحفاظ عليها، قال الدكتور نايت قاسي إلياس ان "هناك طرق متعددة لإبراز المرجعيات التاريخية في البلاد وتعريف الشباب والأبناء بمآثرهم وتخليدها والأمم الراقية هي التي تمجد أبطالها ورموزها والدستور الجزائري كرس هذا المسار المتعلق بأهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وجعل المساس بالأبطال والرموز التاريخية من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها".
كما استرسل قائلا "عمليا الجزائر تعمل على تجسيد معاني ورسالة الشهيد وهي مسؤولية الإعلام والمجتمع المدني والدولة بمختلف مؤسساتها وهيئاتها، وهي أيضا مسؤولية قطاعي التربية والتعليم العالي لايلاء أهمية قصوى بتدريس وتلقين مادة وتاريخ الحركة الوطنية للأجيال الصاعدة".
وفي المجال السينمائي، كشف الدكتور قاسي بوجود العديد من النصوص والسيناريوهات ومشاريع الأفلام المقترحة في قيد الدراسة، تخص قادة ورموز الثورة.
كما أضاف أن "الاستعدادات جارية من أجل العرض الأولي للفيلم الخاص بالشهيد الرمز العربي بن مهيدي في الرابع مارس القادم، في حين يعرف مشروع الفيلم الخاص بالشهيد زيغود يوسف مراحل متقدمة من التصوير".
وتابع قائلا "حرصنا منذ البداية وطبقا لتوجيهات وزير المجاهدين وذوي الحقوق، على جمالية النص والصورة واستخدام أحدث التكنولوجيات الجديدة في مجالات التصوير بهدف إيصال هذه الأفلام إلى العالمية ".