احتفل الجزائريون، اليوم الأربعاء، بعيد الفطر المبارك وسط أجواء روحانية خاصة وطابع تقليدي حار أضفى على هذه المناسبة المقدسة ميزة خاصة وسط المجتمع الجزائري.
على غرار باقي شعوب الأمة الإسلامية، شهدت الساعات الأولى للفجر، توافد أفواج المصلين على مختلف مساجد الوطن، لتستقبل شروق شمس هذا اليوم المبارك بالتهليل والتكبير بصوت واحد يعكس ائتلاف القلوب، عملاً بسنّة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وبهذه المناسبة، دعا الأئمة في خطبهم إلى ضرورة إحياء قيم التراحم والتغافر والتزاور، و صلة الرحم لما لها من مكانة في ديننا الحنيف، داعين إلى إعلاء قيم التسامح وتغليبها على أي مشاحنات دنيوية بغية نشر الفرحة في هذا اليوم ، باعتباره من أيام الله المباركة التي أعقبت شهرا من الصيام والقيام وأداء مختلف العبادات.
ورفع الأئمة الأدعية الخالصة لأشقائنا الفلسطينيين، الذين يعيشون ظروفا قاسية في ظل العدوان الصهيوني المستمرّ على قطاع غزة ومجمل الأراضي المحتلة، مبرزين أنّ الأمة الإسلامية مطالبة بنصرة هذا الشعب الأعزل من بطش همجي طال أمده.
وبعد صلاة العيد، شرع المصلون في التغافر وتقديم التهاني، في حين يلجأ البعض الآخر لاستغلال وسائل التواصل الحديثة، لإزالة حواجز بعد المسافات لنقل تهانيهم كما يحرص آخرون على زيارة المقابر، لتذكر موتاهم والدعاء لهم في هذا اليوم الأغرّ.
من جهة أخرى ، تحرص المرأة الجزائرية على إحياء هذه المناسبة وفقا لتقاليد خاصة على غرار وضع "الحنّة" في أيادي الاطفال ، وارتداء اللباس الجديد ، وكذا تحضير الحلويات التي تزين الموائد صبيحة هذا اليوم المبارك ترحيباً بالعائدين من الصلاة وبالضيوف من الأهل والاقارب والجيران.
ورغم المنافسة التي باتت تفرضها الحلويات العصرية، غير أنّ معظم العائلات الجزائرية، ما تزال متمسكة بتحضير الحلويات التقليدية باعتبارها موروثاً يعكس عراقة المجتمع الجزائري على غرار بعض الأنواع التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل "البقلاوة" و"المقروط"، و"التشاراك" و"الغريبية" و"المشوّك".
وفي غاية البهجة والسرور، برز الأطفال وهم يتباهون بملابسهم الجديدة ومختلف اللعب وهم يتنقلون بين بيوت الأهل والجيران لتقديم التهاني، حاملين أطباق الحلوى، في سلوك حضاري يعكس حرص العائلات الجزائرية على تكريس قيم صلة الرحم والتسامح والتضامن لدى فلذات أكبادها.
من جهتها، بادرت فعاليات المجتمع المدني بتنظيم زيارات إلى مختلف المستشفيات ودور العجزة لتتعزز أكثر خلال أيام العيد من أجل مقاسمة فئات من المجتمع أجواء المناسبة، لاسيما الأطفال المرضى عبر توزيع الهدايا والحلويات.
بدورها، سطّرت مختلف القطاعات والهيئات إجراءات خاصة بهذه المناسبة، بهدف قضاء عطلة العيد في أحسن الظروف، على غرار أسلاك الأمن الوطني، النقل العمومي ومراكز البريد.
في هذا الإطار، وضعت قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني مخططاً أمنياً يهدف إلى تأمين المواطن وحماية الممتلكات وحفاظاً على جوّ الطمأنينة والسكينة طيلة أيام العيد.