العربي خشاملي لـ "ملتيميديا الإذاعة": تيسمسيلت تكتنز 4 موارد استراتيجية

11/06/2024 - 13:25

أبرز العربي خشاملي محافظ الغابات لولاية تيسمسيلت، اليوم الثلاثاء، اكتناز عروس الونشريس لما لا يقلّ عن أربعة موارد استراتيجية.   

في حوار خاص بـ "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، أفاد خشاملي أنّ الثروة الغابية في ولاية تيسمسيلت تقدّر بـــ 76607 هكتارات، أي ما يعادل 24 بالمئة من مساحة الولاية التي تتفرّد بثروة غابية مترامية خلاّبة بشمال الولاية، غنية بأشجار الأرز والفلين والصنوبر الحلبي والبلوط الفليني، في محيط يحتضن حظيرة "المدّاد" (3424 هكتاراً) بضاحية ثنية الحد والتي تستوعب غابتي الأرز والفلين.

وأبرز خشاملي، الدور الإيكولوجي الذي تنهض به الثروة الغابية من ناحية مكافحة التصحرّ، بجانب دورها الاجتماعي على صُعُد الترفيه والصحة والاقتصاد، عبر ما يُدرّه الاستثمار في الخشب والفلين، كما تمتاز عروس الونشريس باستقطابها لأصنافٍ من الطيور النادرة، فضلاً عما تكتنزه المجمعات المائية.

وركّز خشاملي على أهمية مورد استراتيجي وازن بقيمة الفلين، الذي تصدّره الجزائر وتجني منه عائدات معتبرة، محيلاً على مخطط لاستغلال ثروة الفلين والبلوط الفليني بدءاً من عام 2018 وينقضي سنة 2024.

وكشف محدثنا عن استغلال نحو 340 قنطاراً من الفلين عام 2023، وسط توقعات باستغلال 190 قنطاراً في سنة 2024، وأوضح: "استغلال الفلين يتم عادةً في الصيف، اعتباراً من الثلث الأخير في جوان، والعملية تتطلب ظروف مناخية مناسبة لهذه المادة، واستثمار الفلين يتمّ بالشراكة مع المؤسسة الجهوية العمومية "شركة الهندسة الريفية".

وبشأن توسيع الثروة الغابية، لاحظ خشاملي أنّ الغابة الجزائرية تتسمّ بطابعها المتوسطي، وتفعيلها يقتضي تكثيف التشجير عبر ثلاثمئة هكتار منذ سنة 2020 إلى عام 2024 من خلال الاتفاقية الإطار المبرمة مع شركة الهندسة الريفية، ناهيك عن غرس الأشجار المثمرة على غرار أشجار الزيتون (50 هكتاراً مُنحت للفلاحين المجاورين للغطاء الغابي)، وجلب الجيوب المائية عبر استخلاص 14 منبعاً مائياً، والعملية المتواصلة.

وأشار خشاملي إلى تهيئة المسالك الريفية (جرى إنجاز 20 كيلومتراً)، ما سمح بفكّ العزلة في ولاية تيسمسيلت المتميزة بمناطقها الجبلية، بالتزامن مع الحركية المستمرة لتحصين الثروة الغابية ضدّ الحرائق، علماً أنّ عروس الونشريس لم تشهد حرائق كثيرة في 2023، إذ جرى تسجيل 14 حريقاً في 2023 بواقع (10.6 هكتارات غالبيتها حشائش وأدغال).

وثمّن محافظ الغابات لولاية تيسمسيلت، فعالية جهاز الوقاية ومكافحة الحرائق، مع حضورٍ لافتٍ للسلطات الأمنية، الجيش الوطني الشعبي، الحماية المدنية وسائر القطاعات والأسلاك، مجدداً التذكير أنّ حملة مكافحة الحرائق بدأت في الفاتح ماي الأخير وتتواصل إلى الحادي والثلاثين أكتوبر القادم، وتشهد تجنيد مختلف الشركاء والفاعلين.   

كنوز ... وقيمة مضافة  

تنتشر غابات الفلين بولاية تيسمسيلت، لا سيما بالحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد ومنطقة عين عنتر ببلدية بوقايد، ويجري استغلال خشب الفلين المنتج بعروس الونشريس، وتستفيد الخزينة العمومية من المداخيل الإجمالية لمبيعات الفلين.

وتخصّ عملية الجني، الفلين بنوعيه الذكري، الذي يُجنى من أشجار البلوط الفليني لأول مرة، ونظيره الأنثوي الذي يُجنى من الأشجار عدّة مرات، حيث تجري العملية تحت إشراف أعوان تقنيين من مديرية الغابات والحظيرة الوطنية بالولاية، للمحافظة على الأشجار وعدم إلحاق أضرار بها خلال الجني.

وتصنّف الجزائر ضمن البلدان الخمسة الأولى دولياً من حيث حجم ثروة الفلين، وتفيد مراجع إلى أنّ أشجار الفلين تمتد على نحو 470 ألف هكتار عبر 22 ولاية في الجزائر.

ويحصي مختصون أزيد من مئتي ألف هكتار من الفلين المنتج، إلاّ أنّ الأخير لا يزال استثماره محدوداً بقيمة لا تتعدى الخمسة ملايين دولار، وتبقى مرشحة لأن تكون أكبر من ذلك بعشرات المرات.

رابـــح هوادف – ملتيميديا الإذاعة الجزائرية