أكد متدخلون في افتتاح للطبعة الـ 12 للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية اليوم الاحد ببومرداس على أن التظاهرة فرصة لتجديد التضامن مع الشعب الصحراوي في نضاله من أجل تقرير المصير وتحقيق الاستقلال.
وفي تدخلاتهم خلال هذه التظاهرة الجارية بكلية الحقوق والعلوم السياسية "محمد بوقرة" بجامعة بومرداس تحت شعار: "كفاح وتضحية لفرض الاستقلال والحرية"، أشاد المتدخلون بهذا المنبر الذي يتم خلاله تقديم محاضرات بتأطير أكاديميين جزائريين في مجالات سياسية، اقتصادية وأمنية حول الأوضاع والتغيرات الدولية و
الإقليمية.
وممثلا للرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد ابراهيم غالي، اعتبر رئيس المجلس الوطني الصحراوي، السيد حمة سلامة، أن انعقاد الجامعة الصيفية "حلقة جديدة في التضامن والمساندة والمؤازرة التي ميزت الجزائر العظيمة، بشعبها الأبي، وبالقيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تجاه كفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال".
نظام المخزن يواصل سياسة التصعيد والتعنت
وتطرق السيد سلامة إلى ما تشهده القضية الصحراوية من "تطورات متسارعة، منذ الانتهاك المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، مما اضطر الشعب الصحراوي إلى استئناف الكفاح المسلح، في إطار الحق المشروع الذي تكفله له كل القوانين والشرائع".
وأوضح المتدخل أن "دولة الاحتلال المغربي اختارت سياسة التصعيد و التعنت والهروب إلى الأمام في استهتار واضح بالشرعية الدولية ونهج صريح في العبث باستقرار المنطقة برمتها عبر استمرار حربها العدوانية على الشعب الصحراوي واحتلال اراضيه".
بالمقابل، أعاد السيد سلامة التذكير باستمرار الجمهورية الصحراوية واستعدادها الدائم للتعاون الكامل مع جهود الأمم المتحدة لتسريع تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل البلدان والشعوب المستعمرة.
وبخصوص مخطط التسوية الأممي في الصحراء الغربية، قال المسؤول الصحراوي ان "تعثره المستمر يشكل انشغالا كبيرا ويضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، في ظل ازدواجية المعايير والتغاضي عن جرائم الاحتلال المغربي والانحراف عن استكمال خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، التي حظيت بتوقيع طرفي
النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ومصادقة مجلس الأمن الدولي".
وطالب رئيس المجلس الوطني الصحراوي (البرلمان) مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بفرض المواثيق الدولية وتوصيات الجمعية العامة المتعلقة بقضية الصحراء الغربية والتعجيل بإنهاء وضع الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي وحماية الشعب الصحراوي وحقوقه وثرواته الطبيعية ورفع الحصار المضروب على الأراضي المحتلة وإطلاق سراح الأسرى المدنيين في سجون الاحتلال خاصة مجموعة اكديم ازيك.
الجزائر وفية للقضايا العادلة
من جانب أخر، حيا السيد سلامة "عمل الجزائر منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة ووفاء وبكل إخلاص على تمكين القضيتين الصحراوية والفلسطينية من استعادة مكانتهما كقضايا تحررية على جدول أعمال الأمم المتحدة"، مجددا "تضامن الشعب الصحراوي مع شقيقه الفلسطيني في مقاومته من أجل حقوقه المشروعة في الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
من جهته، أكد رئيس الجامعة الصيفية، السيد مربيه المامي، على مواصلة الشعب الصحراوي لمسيرته التحررية حتى استكمال السيادة على جميع ربوع الجمهورية الصحراوية، الامر الذي سيشكل حتما، كما قال، "عامل توازن واستقرار في المنطقة".
وبخصوص انعقاد الجامعة الصيفية، شدد السيد المامي على أهمية هكذا محطات باعتبارها مناسبة للاستماع الى محاضرات تتضمن مواد أكاديمية ودراسات جامعية تتطرق إلى الأوضاع والمتغيرات الدولية وواقع الحرب والمعركة القانونية والحقوقية التي تقودها البوليساريو، الى جانب المساعي الدولية والإقليمية لحل القضية الصحراوية.
و بالمناسبة، حيا سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، السيد عبد القادر الطالب عمر، موقف الجزائر المتضامن مع القضية الصحراوية ومع شعبها والقائم على الشرعية الدولية وعلى الحق والحرية والكرامة.
وتطرق السيد الطالب عمر إلى الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة حيث يواصلا المغرب، كما قال، انتهاكاته الجسيمة بحق الصحراويين في ظل سياسته القائمة على الباطل والغش ولجوئه إلى المناورات وسياسة بيع الضمير لفرض أمر الواقع بتلك الاراضي.
التطبيع مع الكيان الصهيوني طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني
من جهته، ذكر رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيد سعيد العياشي، أن "الشعب الصحراوي يكافح من أجل حق أقوى من الحق في الحياة ألا وهو الحق في الكرامة، الحق في الحرية و الحق في الاستقلال"، مستطردا بأنه "هو نفس الحق الذي من أجله يكافح شعبنا الفلسطيني في غزة ضد العدو الصهيوني وجيشه من المجرمين مدعمين من طرف الغرب المنافق، والخبير في الكيل بمكيالين".
وقال السيد العياشي إن "النظام المغربي المخزني طعن شعبه في ظهره بالتطبيع مع قتلة خان يونس و صبرا وشتيلا و غزة"، مدينا "استمرار النظام المغربي المخزني الفاسد في استعماره للصحراء الغربية".
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت والي بومرداس، السيدة فوزية نعامة، سهر الولاية على ضمان نجاح الجامعة الصيفية، مبرزة مساندة الجزائر للشعب الصحراوي في مطالبه العادلة والمشروعة والمنسجمة مع القانون الدولي الذي يعترف بكل صراحة على حقه في الاستفادة من تنظيم تقرير المصير. كما أشادت بصمود الشعب الصحراوي
في وجه الاحتلال طيلة كل هذه السنوات رغم تماطل المجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة في تمكينه من حقه في تقرير المصير.
وسيتم خلال الجامعة الصيفية التي تتواصل أشغالها إلى غاية 24 يوليو الجاري، تسليط الضوء على جوانب مختلفة من نضال الشعب الصحراوي، وكذلك التطورات الأخيرة في القضية الصحراوية، بالإضافة إلى مؤتمرات أكاديمية سينشطها أساتذة ومتخصصون بارزون في مختلف المجالات.