أثارت زيارة وفد جمعوي مغربي إلى الكيان الصهيوني إدانة واسعة في المملكة، حيث أحيت من جديد المطالب بإسقاط كل أشكال التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان المحتل، تزامناً مع استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة لليوم الـ 283 توالياً.
في خطوة أثارت غضبا وجدلا واسع النطاق لدى هيئات سياسية وحقوقية مغربية، لا سيما تلك المناهضة للتطبيع، أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي أعضاء ما يسمى "جمعية مغرب تعايش" أثناء تواجدهم بالقدس المحتلة، في إطار زيارة تطبيعية وهم يرقصون ويدخلون في مناقشات ودية مع مسؤولين صهاينة.
واعتبر رشيد فلولي منسق "المبادرة المغربية لدعم و نصرة فلسطين" أنّ زيارة الوفد المغربي إلى الكيان الصهيوني "جريمة" بحق الشعب المغربي الذي يندد بالتطبيع "الخياني المخزني" ويطالب بإغلاق مكتب الاتصال بالرباط ووقف عمل اللجنة البرلمانية المغربية الصهيونية، ويدعم المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية التي تنفذ مجازر يومية وحرب إبادة متواصلة".
وبحسب وسائل إعلامية مغربية، فإنّ زيارة الوفد المغربي، التي اختتمت السبت، تندرج ضمن "تعزيز العلاقات التطبيعية" مع الكيان الصهيوني، في المقابل، سارع "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" إلى إدانة هذه الزيارة، حيث قال: "في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة الجماعية الصهيونية في حق أهالي غزة، يقوم وفد ما يسمى جمعية تعايش بزيارة مدينة القدس المحتلة، حيث تمّ إحياء حفل راقص، كما جرى استقباله من طرف مسؤولين صهاينة، من بينهم "مستشار الأمن القومي" السابق لدى الكيان الصهيوني، الذي كان ضمن الوفد الصهيوني الذي وقّع اتفاق التطبيع في 2020".
وأبرز مرصد مناهضة التطبيع أنّ أعضاء الجمعية المغربية "تم انتقاءهم للعمالة مع الصهاينة في ترديد السردية الصهيونية بشأن أحداث السابع أكتوبر (طوفان الأقصى)، ما يشكل أداة دعائية صارخة للكيان في الأوساط المغربية، تهدف إلى تبييض صورته وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة".
من جانبه، استنكر عزيز هناوي الكاتب العام لـ "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، الزيارة "التطبيعية" للوفد المغربي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً أن ما حصل "يفوق جريمة التطبيع مع الصهاينة، حيث تمت الزيارة في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر، بالإضافة إلى استهداف ممنهج للضفة والقدس المحتلتين".
في سياق ذي صلة، استنكر، أوس رمال، رئيس "حركة التوحيد والإصلاح" زيارة شباب مغاربة إلى الكيان الغاصب، واعتبرها "شذوذاً عن شبه الإجماع الشعبي للمغاربة حول مسألة التطبيع مع الكيان المحتل وحول ضرورة قطع كل العلاقات معه"، منتقداً "محاولة تبييض صورة الكيان الصهيوني الذي أصبحت سوداء لدى كل الشعوب والدول في ظل الجرائم والمذابح اليومية التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص كانوا يزورون الكيان الصهيوني حتى قبل التطبيع، غير أنهم كانوا يذهبون في إطار من السرية قبل أن يصبح الأمر علنيا وعلى مرأى ومسمع الجميع".