كشفت مديرة التراث بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، سليمة ثابت، هذا الخميس، عن مخطط رسمي واسع لرقمنة المعلومة التاريخية بغرض ترسيخ الذاكرة الوطنية، ونوّهت ثابت إلى أنّ مصالح العيد ربيقة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لكتابة التاريخ وتلقينه للأجيال الناشئة بالاعتماد على الوسائط التكنولوجية الحديثة بهدف الحفاظ على الذاكرة الوطنية وإبراز المثل العليا للأمة.
لدى حلولها ضيفة على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، أبرزت ثابت توجّه الوزارة الوصية نحو استحداث طرق وأساليب جديدة لتدوين وتلقين تاريخ الجزائر للشباب والناشئة عن طريق رقمنة المعلومة التاريخية ومرافقتها بالوسائط التكنولوجية الحديثة على غرار المتحف الذي يعتبر الوحيد في المغرب العربي "معرض الذاكرة" وهو عبارة عن مسار بيداغوجي لتاريخ الجزائر من 1830 إلى غاية 1962 وتمّ التركيز فيه على اختصار المعلومات حتى تترسخ لدى المتلقين.
وعشية الاحتفال باليوم الوطني للشهيد المصادف للثامن عشر فيفري من كل سنة، شدّدت ثابت على أنّ التاريخ مسؤولية كبيرة جدا تقع على عاتق كل جزائرية وجزائري وعلى عاتق الباحثين والمؤسسات على غرار وزارة المجاهدين والثقافة وقطاع الإعلام بما يقدمه من برامج هادفة تعمل على ترسيخ الذاكرة الوطنية في أذهان الجمهور.
برنامج خاص بدءًا من الجمعة إحياءً ليوم الشهيد
بالحديث عن الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى اليوم الوطني للشهيد، أوضحت ثابت أنّها ستنطلق هذا الجمعة من ولاية تبسة بحضور وزير المجاهدين العيد ربيقة، وأفادت أنّ المناسبة تشهد برنامجًا ثريًا ترافقه عدة تدشينات وملتقيات وندوات على غرار الندوة تاريخية حول القيم الحضارية والإنسانية لثورة نوفمبر المجيدة.
وفي السياق ذاته، لفتت ثابت إلى أنّ وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تشرف على حوالي 50 متحفًا جهويًا وفرعيًا يراهن عليها كثيرا في تلخيص التاريخ واستقبال الجميع من تلاميذ المدارس إلى السياح بالإضافة إلى المركز وطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر.
وأكدت "ضيفة الصباح" أنّ الشهادات الحية تعدّ من أكبر المحاور التي تعتني بها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق فهي وثائق أرشيفية يستفيد منها أهل الاختصاص والعامة على حد سواء، وتعتبرها استمرارية للتاريخ "لذلك انطلقت وزارة المجاهدين منذ فترة في عملية جمع وتدوين الشهادات الحية سواء على مستوى مديريات المجاهدين عبر كل الولايات والمتاحف الجهوية والولائية بالإضافة إلى مراكز الراحة التي تستقبل المجاهدين"، أين يتم جمع الشهادات وتفريغها ومعالجتها لتمر بعدها على المجالس العلمية للمتحف الوطني للمجاهد، إضافة إلى المركز الوطني للدراسات الذي يشرف عليه أساتذة ومختصون يقومون بالمعالجة والتصنيف والفهرسة.
وبالحديث عن دور الصناعة السينمائية في حفظ الذاكرة الوطنية وترسيخها، أكّدت ثابت أنّها واحدة من الحلقات الهامة التي تراهن عليها الوزارة، كاشفة عن استحداث مديرية خاصة بالسمعي البصري أنتجت الوزارة من خلالها عدة أفلام طويلة على غرار مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم والعقيد لطفي، إضافة إلى 40 فيلمًا قصيرًا على غرار فيلم حول المنظمة الخاصة، وهي أعمال تضمّنت الشهادات الحية والدراسات والصور التاريخية بطريقة مركّزة، مضيفة أنّه مع اقتراب إحياء الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، يُحظى السمعي البصري باهتمام كبير جدًا.
وانتهت ضيفة الصباح إلى التأكيد أنّ الرسالة التي يجب أن يستخلصها الشباب اليوم، تقوم على الوعي بحجم الأمانة الكبيرة جدًا وإدراك عمق معاناة الشعب الجزائري في سبيل نيل الحرية وقيمة الإرث التاريخي لثورتنا المجيدة التي تدرّس اليوم في أرقى الجامعات العالمية.
ملتميديا الإذاعة الجزائرية/ إيمان لعجل