أعدت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق برنامجا ثريا ومتنوعا للاحتفال بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة تحت شعار "نوفمبر المجيد.. وفاء وتجديد".
ويحمل هذا البرنامج رسالة الرباط الوثيق بين قيم الوفاء لتضحيات الشهداء واحترام واجب الذاكرة على عهد رجال الجزائر الشرفاء وأبنائها البررة وإخلاصهم النهضة الجزائر وتنميتها المستدامة.
وتهدف الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى الغالية على قلوب كل الجزائريين الى ربط الأجيال الناشئة بقيمها السامية ومفاخر أسلافها الأمجاد لتستمر روح نوفمبر
من جيل إلى جيل.
وضمن هذا السياق, فإن البرنامج الاحتفالي يغطي محاور عدة منها الأعمال السمعية البصرية التاريخية من خلال إطلاق مسابقة وطنية لفائدة المؤسسات المختصة لتقديم مشاريعها بهدف اختيار أفضل الأعمال التاريخية.
وقد أعلنت الوزارة عن إطلاق مشروع إنجاز فيلم سينمائي كبير حول معركة "أمزي" التاريخية الشاهدة على بشاعة الاستعمار الفرنسي بمنطقة عين الصفراء (جنوب ولاية النعامة).
وبخصوص الرقمنة واستخدام التكنولوجيات الحديثة في مجال الحفاظ على الذاكرة وتبليغ الرسالة التاريخية, يعمل القطاع على التحضير لإطلاق بوابة الكترونية
للمواقع التاريخية وأخرى تتعلق برقمنة الشهادات الحية, إضافة إلى إنجاز معارض افتراضية بتقنيات حديثة.
وفيما يخص النشاطات الفنية التاريخية، وبالإضافة الى تنظيم العرض التاريخي الملحمي "قبلة الأحرار" وثلاثة عروض للمسرحية التاريخية "حتى لا ننسى", سيتم
عرض تاريخي كبير بعنوان "روح الجزائر" المخلد للحفل الرسمي للذكرى الـ70 لعيد الثورة التحريرية المجيدة، والذي يعد امتدادا لسلسلة العروض الفنية والملحمية
التاريخية التي تسعى الوزارة من خلالها الى ترسيخ قيم ثورة نوفمبر الخالدة وعقيدتها المستمرة.
كما تم بالمناسبة تسطير نشاطات علمية وأكاديمية من خلال تنظيم ملتقيات وطنية ودولية وأيام دراسية وندوات دورية بهدف نشر المعرفة التاريخية وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي، علاوة على تكريم فئة المجاهدات والمجاهدين وأرامل الشهداء وأصدقاء الثورة الجزائرية.
ويتضمن برنامج الاحتفالية أيضا مسابقات تاريخية موجهة للناشئة والشباب، بالتنسيق مع قطاعي التربية الوطنية والشباب والرياضة، الى جانب إعادة طبع
أعمال كبار المؤرخين الجزائريين.
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة, أن النجاح الذي عرفته مختلف التظاهرات والفعاليات المميزة المرتبطة بتخليد تاريخ ومآثر المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954, "تحقق بفضل العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون للذاكرة الوطنية, والتي مكنت من تحقيق الأهداف المسطرة", وهو ما حفز الوزارة على "مواصلة ديناميكية العمل وتعزيزها للتحضير الجيد لمختلف النشاطات، لاسيما تلك المرتبطة باحتفالات الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية بزخمها التاريخي وقيمها الإنسانية".