خبراء ومؤرخون لـ ّ الإذاعة الدولية" : الخيانة المخزنية للجزائر امتدت لأزيد من ثلاثة قرون

15/03/2022 - 14:26

أكد خبراء وباحثون في التاريخ على أن الخيانة المخزنية وسوء الجوار و تدبير المكائد والدسائس والاستعانة بالغير في سبيل المساس بوحدة وأمن الجزائر سلوك متجذر منذ عهد السلاطين الذين توالو على حكم ما يعرف اليوم بالمملكة المغربية.  

حقائق تاريخية مثبتة دونت بأقلام غربية وعربية تصف المكر والخديعة التي اتصف بها حكام المغرب منذ عدة قرون ضد الجزائر  تناولها ضيوف العدد الأول  لبرنامج " من صفحات تاريخ الجزائر" هذا الثلاثاء عبر إذاعة الجزائر الدولية من خلال قراءة في تاريخ الدولة الجزائرية بمحطاتها المتعددة وبوصمات الخيانة وطعنات الغدر التي تسببت بها  الجارة الغربية .

وفي هذا الصدد شدد أستاذ التاريخ  الدكتور جمال يحياوي على أن نقض العهود والوعود وسلوك الخيانة سمة راسخة للمغرب امتدت لأكثر من ثلاثة قرون، انتهج فيها  السلاطين المغاربة كل االسبل للاستيلاء على التراب الجزائري ولم يقتصر الأمر حسبه على بعض المدن الحدودية كتلمسان بل إن أطماعهم التوسعية امتدت الى أزيد من  500كلم عن تلمسان حيث وصلت جيوشهم في مرات عديدة الى جديوية قرب غليزان  والى حدود نهر الشلف في مساعي إلى احتلال الجزائر والتوغل أيضا نحو جنوب الصحراء مستعينين في عديد المرات بالبرتغال واسبانيا من اجل تحقيق ذلك على غرار ما قام به السلطان المنصور الذي طلب النجدة من القوات البرتغالية في سبيل احتلال الأراضي الجزائرية وطلب أن يمدوه بـ 12 ألف مقاتل مقابل تنازلات يقدمها لهم.

وتابع يحياوي قائلا "إذا قمنا بإسقاط على التاريخ اليوم فالتنازل عن سبتة ومليلة ليس وليد الخمسينات أو الستينات بل يعود إلى قرون مضت .. هذا النظام الملكي يقدم التنازلات مقابل الحفاظ على العرش وليس على الشعب المغربي" 

وأكد المتحدث ذاته ثبات حكام الجزائر منذ القدم،" فرغم كل الطعنات حافظوا على مبادئ الأخوة وحسن الجوار وسيادة البلد الآخر" ، مشيرا إلى أن حكام الجزائر  وعبر مراحل تاريخية عديدة كان بإمكانهم إثارة فتنة داخل الأسرة الحاكمة انطلاقا من الطلبات المتكررة لبعض القبائل المغربية التي كانت  تراسلهم  وعلى رأسهم الأمير عبد القادر  من أجل الثورة على السلطان آنذاك ورغم الخيانات المغربية للأمير الجزائر   الا أنه أبى الاستجابة لدعوات القبائل الغاضبة على السلطان المغربي .  

بدوره أبرز الباحث في التاريخ الأستاذ عامر رخيلة  أن المملكة المغربية التي عرفت عبر التاريخ بما كان يسمى بالسلطنة المغربية منذ القرن 13 ميلادي وقبلها بسلطنة مراكش اتسمت  بالانطواء على نفسها وكأنها قبيلة وليست دولة لذلك لم تتبلور فيها مقومات الدولة المتعارف عليها آنذاك بل كانت مرتبطة -يقول الأستاذ رخيلة -بوجود قبيلة أو عشيرة تستولي على خيرات المنطقة وهو ما يحدث اليوم عن طريق المخزن. 

وأبرز الأستاذ رخيلة أن النفوذ اليهودي بالمملكة المغربية تعود جذوره إلى فترة سقوط غرناطة ، حين فرّ اليهود إلى المغرب وتدخلوا في صنع القرار السياسي وفي إدارة الشؤون العامة للمجتمع وهيمنوا على مختلف شرايين الاقتصاد المغربي.  

وبالعودة إلى المكائد والخيانات التي باشرها المغرب ضد الجزائر،أوضح الأستاذ رخيلة انها استمرت عبر كافة المراحل التاريخية ووصلت إلى فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي وحتى بعد استعادة السيادة الجزائرية و وصولا إلى اليوم "لا نتعجب اليوم من الاستعانة العلنية للمملكة المغربية بالكيان الصهيوني وخرقها لميثاق الجامعة العربية وعلاقة الجوار التي بينها وبين الجزائر لأن المستهدف في النهاية هي مراكز الممانعة داخل هذا الحيز الجغرافي للأمة العربية وكذا الاتجار بالمقدسات والسلوكات المنافية للروح الإسلامية " 

 وأكد  الاستاذ رخيلة أن عدم الرضا والشعور بالنقص ومحاولة تعويضه بالتعدي على الغير وبإيعاز من جهات اخرى ينساق المغرب نحوها هو ما يقوده  إلى "تلك المغامرات الفاشلة على غرار ما يحدث اليوم في الصحراء الغربية" 

المصدر :الإذاعة الجزائرية /إيمان لعجل 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios