قال وزير الدولة، وزير الخارجية والجالية والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، إنّ تحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط مرهون بمعالجة جوهر الصراع.
أتى ذلك اليوم السبت في إسطنبول، برسم الاجتماع الحادي والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وقال عطاف: "الأمن والسلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا دون معالجة جوهر الصراع في المنطقة. وهو الجوهر المُتمثل في القضية الفلسطينية".
وتابع: "المطلوب هو إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية والتعجيل بتهيئة الشروط الضرورية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيّدة وعاصمتها القدس الشريف".
وأردف عطاف: "الأمن والسلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا دون احتكام الجميع إلى قواعد القانون الدولي على قدم المساواة".
وشدّد على أنّ المطلوب هو وضع حدٍّ نهائي للنظام الخاص الذي يحظى به نظام الاحتلال.
وأبرز عطاف أنّ الأمر يتعلق بنظام قائم على اللامساءلة واللامحاسبة واللامعاقبة.
ولفت إلى أنّ "الأمن والسلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا دون التخلي عن منطق القوة وأسلوب الهيمنة وسياسة الأمر الواقع".
وعليه ركّز على أنّ "المطلوب هو التقيد بما كرّسته الشرعية الدولية. من ضوابط وأحكام لا يجب أن يُستثنى من نطاق تطبيقِها أَيُّ أحدٍ في المنطقة أو خارجَها".
واعتبر عطاف ما تقدّم حقائق دامغة لا يمكن إنكارها.
ولاحظ أنّها ثوابت راسخة لا يمكن تغييبُها أو مُدَراتُها خلف أدخنة النزاعات المُفتعلة والحروب المُصطنعة.
وأورد: "تلكم هي الشروط الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في سبيل تحقيق سلام عادل ودائم ونهائي. في منطقة الشرق الأوسط بأسرها".
الظرف حرجٌ بل مأساوي فعلاً
وصف عطاف الظرف بـ "الحرج" بل "المأساوي فعلاً".
وقال: "القوانينُ الدولية غُيِّبت كليةً، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة ذاته".
وأشار عطاف إلى أنّ "موازين التعامل الدولي المُتمدن اختلت، ولم يعد لمنطق القوة أي قيود أو حدود".
وذكر أنّ المفاهيم الأساسية اختلطت.
وأردف: "صِرنا نسمعُ بمن يرافع عن حق المُعْتَدِي في الدفاعِ عن نفسه والاقتصاصِ من المُعتَدَى عليه".
ورأى عطاف أنّ "الجنوح للهيمنة المطلقة دفع المُعتدي للمُجاهرة بِنِيَّتِهِ في إعادة ترتيب الشرق الأوسط. بل وحتى إعادةِ ترتيبِ المنظومة الدولية برمتها".
واستطرد: "هذه هي الحال راهناً في منطقة الشرق الأوسط، وهي تعيش أهوالاً غير مسبوقة في حِدَّتِها، وفي نطاقِها، وفي تداعياتِها".
حربٌ مفتوحة على كافة الاحتمالات
سجّل عطاف أنّ العدوان على إيران ينذر بحرب مفتوحة على كافة الاحتمالات.
وهو ما يهدّد المنطقةَ بكوارث متعددة الأنواع والأبعاد غير محسوبة العواقب.
واستحضر عطاف اعتداءات الكيان المتكررة والممنهجة والمتواصلة على سوريا، وعلى لبنان، وعلى اليمن.
وأضاف: "اليوم كما الأمس، يأبى المحتل أن يضع أوزارَ الحربِ التي يفرضها على الشعب الفلسطيني في غزة منذ ما يقرب العامين".
وتساءل عطاف: "أَيُّ أمنٍ هذا الذي يستفردُ به الاحتلال الإسرائيلي دوناً عن غيره؟".
واستفهم أيضاً: "أَيُّ أمنٍ هذا الذي يُبنَى على استباحة سيادة ووحدة وسلامة جميع دول المنطقة دون حسيب أو رقيب؟".
وطرح سؤالاً ثالثاً عن ماهية الأمن القائم على السعي للهيمنة المطلقة على الغير. هذا الأمن المنبني على التعدِّي على جميع قواعد القانون الدولي وكافة مبادئ الميثاق الأممي.
وذهب عطاف إلى "أننا لا ريب أمام مرحلة فاصلة من تاريخ هذه المنطقة ومن تاريخ المنظومة الدولية برمتها".
وهذه المرحلة – بحسب عطاف – تفرض إعادة طرح مسألة الأمن في الشرق الأوسط في أبعادها الشاملة وعلى أسسها الأصيلة.
وأشار إلى أنّ المرحلة لا تقبل تغليب مصلحة طرف على مصالح كل الأطراف الأخرى.
وتنص المرحلة أيضاً على عدم إعفاء طرف بعينه من واجباته وفرضها فرضاً على كل الأطراف الأخرى.
وتتضمن المرحلة عدم التساهل والتسامح مع طرف، والتشديد والتضييق على كل الأطراف الأخرى.