أكدت الدكتورة سليمة تابت، المؤرخة والمستشارة بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أن الثورة التحريرية الجزائرية تتميز بكونها الوحيدة في العالم التي نجحت في نقل الكفاح المسلح إلى عقر دار المستعمر، مشددة على أن مظاهرات 17 أكتوبر 1961 السلمية كانت دليلاً على هذا الامتداد الشعبي للثورة في فرنسا، وقوبلت بواحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
وأوضحت الدكتورة تابت، في برنامج "ضيف الصباح" على أثير القناة الإذاعية الثانية، أن إحياء الذكرى الرابعة والستين لمجازر 17 أكتوبر 1961، يكون هذا العام تحت شعار "تلاحم والتزام".
وكشفت المتحدثة عن تفاصيل البرنامج الرسمي لإحياء الذكرى، والذي يتضمن وقفة ترحم ووضع إكليل من الزهور بالنصب التذكاري المخلد للذكرى بساحة كيتاني، بالإضافة إلى تنظيم ندوة وطنية بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس. وأشارت إلى أن أهم ما يميز إحياء الذكرى هذا العام هو تفعيل المرسوم الرئاسي القاضي بالوقوف دقيقة صمت في كافة ربوع الوطن على الساعة الحادية عشرة صباحاً، ترحماً على أرواح شهداء المجزرة.
وشددت تابت على أن وزارة المجاهدين تواصل جهودها الحثيثة لحفظ الذاكرة الوطنية من خلال الرقمنة، حيث أطلقت منصة "جزائر المجد" التي توثق تاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962، وتطبيقات على الهواتف النقالة، بالإضافة إلى ألعاب إلكترونية تهدف إلى ربط الجيل الجديد بتاريخه. وأضافت أن الطريق لا يزال طويلاً ولكنه ليس مستحيلاً أمام اعتراف فرنسا رسمياً بجرائمها الاستعمارية.