قال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، إن ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة وما يعرفه من تحديات أمنية معقدة، ليس، في الحقيقة، إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة، سيكون لها دون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالم دون استثناء، مؤكدا أن الجزائر الجديدة ماضية في ترسيخ استقلالها الجيوإستراتيجي.
وقام رئيس اركان الجيش الشعبي الوطني الفريق السعيد شنقريحة -في إطار الزيارات الميدانية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، - ،بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم.
وتتزامن الزيارة مع شهر رمضان المبارك، وتدخل في إطار الحرص الدائم والمستمر الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتكريس أسلوب التواصل المباشر مع الأفراد والاستماع إلى انشغالاتهم، وكذا حثهم على تتويج صيامهم بأعمال مثمرة يفيدون بها جيشهم ووطنهم ويقطعون بها أشواطا أخرى نحو المزيد من النجاحات.
ووقف الفريق رفقة اللواء عبد العزيز هوام قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم -بعد مراسم الاستقبال- وقفة ترحم على روح الشهيد دغين بن علي المدعو سي لطفي، الذي يحمل مقر قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، إسمه، حيث وضع باقة من الزهور عند النصب المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
كما التقى الفريق بإطارات وأفراد قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو وحدات السلاح عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد في مستهلها أنه على ثقة تامة في قدرة بلادنا، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، على اجتياز بنجاح امتحان التكيف مع تداعيات وتأثيرات ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة:
"إن ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة وما يعرفه من تحديات أمنية معقدة، ليس، في الحقيقة، إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة، سيكون لها دون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالم دون استثناء."
وأضاف "إننا في الجيش الوطني الشعبي لا نشك إطلاقا في قدرة بلادنا، تحت قيادة السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على اجتياز بنجاح امتحان التكيف مع هذه التداعيات والتأثيرات، لاسيما من خلال إعادة بناء اقتصاد وطني قوي وتحقيق المزيد من الأمن الغذائي، وكذا فيما يخص ترسيخ استقلالها الجيوإستراتيجي، كل ذلك من أجل المضي قدما في تقوية وتثبيت عرى الجزائر الجديدة".
وحرص قائد الأركان على حث الشباب على الإيمان ببلادهم وبقدراتها، لاسيما في ظل هذه الظروف الخاصة، مؤكدا سعيه الحثيث لمواصلة فتح أبواب التنافس الشريف بين صفوة إطارات الجيش الوطني الشعبي وتمكين النخبة منهم من تحمل المسؤوليات في كافة مناحي المهنة العسكرية، وعلى كل المستويات القيادية:
"ونريد خاصة من أجيال الغد من أبنائنا الشباب، في هذه الظروف الخاصة، بأن يؤمنوا ببلادهم وبقدراتها، لتبقى بارقة الأمل بغد أفضل متقدة دوما في قلوبهم، وتبقى معها شرارة حب التفوق المهني، المبني على التنافس الشريف والنظيف تضيء عقولهم، ونريد بأن يبقى وهج حب الجزائر والتضحية في سبيلها بكل غال ونفيس ينير كافة النفوس والقلوب ويثير المشاعر ويلهب الوجدان.
فعلى هذا النهج القويم، سأحرص على مواصلة فتح أبواب التنافس الشريف بين صفوة إطارات الجيش الوطني الشعبي على مصراعيه، حيث لا يكون البقاء فيه إلا للأقـدر والأصلح والأجدر، وتمكين النخبة من تحمل المسؤوليات في كافة مناحي المهنة العسكرية، وعلى كل المستويات القيادية.
هذه المسؤوليات الحساسة والثـقيلة التي لا يتولاها إلا الأكفاء والمخلصون للجيش والوطن، لكي يظل الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، يؤدي مهامه الدستورية بكل إخلاص وكفاءة واقتدار، في كافة الظروف والأحوال، ولن تثنيه في ذلك مختلف التحديات والرهانات".